Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

انسحابٌ مؤقتٌ!!

همزة وصل

A A
الماضِي كلمةٌ، والحاضرُ كلمةٌ، والمستقبلُ كلمةٌ، والجمعُ بينهُم هو حالةُ حُبٍّ تُشكِّلهُ أقلامٌ وسنابلُ (لا) تنحنِي أمامَ الرِّياحِ أبدًا، وكأنَّها تريدُ أنْ تمنحَ الماضِي حصانةً ضدَّ التَّغييرِ، وضدَّ الكراهيةِ، وضدَّ السخريةِ، واليومَ أجدنِي أمامَ صوتٍ خفيٍّ يُنادينِي؛ لأكتبَ لكُم عن الماضِي، الذِي لَا يزالُ يسكنُنِي وأسكنُهُ، الماضِي الذِي هُو جزءٌ من هذَا اليومِ الذِي نعيشهُ بكلِّ مَا فيهِ من فرحٍ، ومن تطوُّرٍ، ومن بهجةٍ (لا) تخلُو من تفاصيلَ صغيرة كانتْ أو كبيرةً، ومَن منكُم (لا) يحنُّ للماضِي؟ ومَن منكُم (لا) يذكرُ أو يتذكَّرُ الماضِي أيًّا كانَ شكلهُ، وأيًّا كانَ وجههُ، أو صوتهُ، أو لونهُ؟ مَن منكُم نسِي أنْ يكتبَ (كانَ) وأخواتهَا؟ ومَن منكُم (لا) يتجوَّلُ ماضيه في دورتِهِ الدمويَّةِ؟ ولكلٍّ منَّا في الماضِي حكاياتٌ وقصصٌ كلُّها تعيشهُ وتتعايشُ معهُ، ويعيشُ هُو في عالمِهَا السِّريِّ المغلقِ في جسدهِ، المسكونِ بخليطٍ من الحزنِ والفرحِ، ليبقَى الماضِي هًو سيَّدَ الرُّوحِ الذِي ينادِي على اليومِ، ويغنِّي لهُ بصوتٍ مرتفعٍ: «إِنَّمَا الحَاضِرُ أَحْلَى»..

اليوم أكتبُ لأقولَ لقرَّائِي الكرامِ: أستميحُكُم العُذرَ في الغيابِ المؤقَّتِ عن مكانِي هذَا، وزاويتِي هذِهِ، التِي أنتُمْ مدادُهَا، وأنتُمْ كلماتُهَا، وأنتُمْ وردُهَا الفوَّاحُ، والعذرُ منكُم كلِّكمْ، صغيركمْ وكبيركمْ، والشُّكرُ لكمْ بحجمِ صبركمْ وحجمِ حبِّكمْ وحجمِ قلوبِكمْ الطَّيبةِ، متمنيًّا أنْ نلتقِيَ بعدَ رمضانَ، وبعدَ الصِّيامِ وأنتُمْ في أجملِ وأفضلِ الأحوالِ، سعداءَ جدًّا بصيامِكمْ، وفرحِينَ بأيَّامِكمْ ولياليكمْ، التِي أتمنَّى أنْ تكونَ لياليَ رمضانيَّةً مُضيئةً ومُذهلةً، لياليَ روحانيَّةً مملوءةً بالطَّاعاتِ للهِ، في تواصلٍ شفيفٍ بين خالقٍ ومخلوقٍ في عبادةِ الصِّيامِ، العبادة التِي يُحبُّها اللهُ ويجزِي بهَا، حفظَكم اللهُ..

* (خاتمة الهمزة).. رمضانُ كريمٌ واللهُ أكرمُ، وكلُّ رمضانَ وأنتُم في خيرٍ وعافيةٍ.. وهي خاتمتِي ودُمتمْ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store