لا شكَّ أنَّ الوزاراتِ والهيئاتِ الحكوميَّةَ بمختلفِ اتجاهاتِهَا تقومُ مهامُّهَا الرئيسةُ على المساهمةِ في تعزيزِ ودعمِ الحركةِ التنمويَّةِ للوطنِ والمواطنِ، والرُّقيِّ بالخدماتِ التي تقدِّمهَا تجاهههمَا، ولكي يتمَّ تقييمُ أداءِ تلكَ الوزاراتِ، وخاصَّةً ذات العلاقةِ بالخدماتِ الموجَّهةِ للمواطنِينَ لتلبيةِ احتياجاتِهِم، وبمَا أنَّ المواطنَ يُعدُّ الصَّدَى الرَّاجعة لمدَى جودةِ تلكَ الخدماتِ؛ كونهُ المستفيدَ المباشرَ، فإنِّي أقترحُ أنْ تقومَ كلُّ وزارةٍ ذات علاقةٍ بخدماتِ المواطنِينَ بعملِ معاييرَ ثلاثيَّةِ التدرُّجِ مثل: (موافقٌ، غيرُ موافقٍ، لا أعلمُ) لكلِّ مهمَّةٍ من المهامِّ الموكلةِ إليهَا لقياسِ جودةِ تلكَ الخدماتِ المقدَّمةِ من قِبلهَا، ثمَّ تتولَّى الجهاتُ العُليَا كمجلسِ الشُّورَى مثلًا، أو هيئةٍ يتمُّ تأسيسُهَا لهذَا الغرضِ بعملِ تلكَ المعاييرِ بعدَ تحكيمِهَا، وتطلقُ كلُّ وزارةٍ تلكَ المعايير ضمنَ (تطبيقٍ) مُعَدٍّ لهذَا الغرضِ، يكونُ متاحًا أمامَ المواطنِينَ كافَّة، بحيث يدخلُ المواطنُ للتَّطبيقِ واختيارِ الوزارةِ التِي قدَّمتْ لهُ خدماتٍ، ثمَّ يقيِّمُ أداءَهَا، وتتولَّى الهيئةُ العُليَا التِي أُسِّستْ لهذَا الغرضِ تفريغَ تلكَ المحتوياتِ عندَ نهايةِ كلِّ شهرٍ، وتقديمهَا إلى القيادةِ التي يهمُّهَا -حتمًا- تلكَ التغذيةُ الرَّاجعةُ عن كلِّ وزارةٍ تقدِّمُ خدماتِهَا للمواطنِ، وبذلكَ يصبحُ تقييمُ كلِّ وزارةٍ يتمُّ من خلالِ القاعدةِ والقمَّةِ.
وحتَّى يشعرَ المواطنُ بأهميَّةِ ذلكَ الدورِ التَّقييميِّ الذِي قدَّمهُ يُتاحُ لهُ أنْ يرَى خلاصةَ تقييمِ كلِّ وزارةٍ بعدَ تضمينِهَا كلَّ شهرٍ في التَّطبيقِ الذِي أقترحُ أنْ يكونَ اسمُهُ (قيِّمنِي)، ويقيني أنَّ المواطن هنا سوف يستشعر أهمية الرأي المقدم من قبله، كما يعزز لديه قيمة الانتماء المستوجبة على كل مواطن، من خلال إيصال رسالته البسيطة إلى القيادة، دون حواجز وبيروقراطيات، كما يجعل كل وزارة تستشعر حجم المتابعة، وشفافيتها، وقيمة الرأي المقدم من قبل المواطن، فتضاعف من جهودها باتجاه الوطن والمواطن. وحبَّذَا لو يتمُّ وضعُ ترتيباتٍ معلنةٍ لنتيجةِ ذلكَ التَّقييمِ لكافَّةِ الوزاراتِ والهيئاتِ؛ لتعزيزِ قيمةِ التنافسيَّةِ بين الوزاراتِ والهيئاتِ الحكوميَّةِ..
واللهُ من وراءِ القَصدِ.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
