Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

الاختبارات (الموحدة)..!

صدى الميدان

A A
قرارُ (العودةِ) إلى الاختباراتِ (الموحَّدة) قرارٌ يؤكدُ على جانبٍ مهمٍّ من جوانبِ ماضِي (تعليمِنَا) ذلكَ الماضِي الذي (أنتجَ) قادةَ فكرٍ، ورجالَ بناءٍ، وقدواتِ تأثيرٍ، ورموزَ وطنٍ.

كلُّ أولئك (أنتجهُم) نظامُ تعليمٍ (صارمٌ)، كان فيهِ المعلِّمُ (قائدَ) تغييرِ، وكانَ فيهِ المنهجُ (كاملَ الدَّسمِ)، وكانتْ فيه الاختباراتُ معيارَ تنافسٍ، وتصنيفٍ، فالعشرةُ الأوائلُ هم العشرةُ الأوائلُ كمَا هو منطقُ (الدرجاتِ)، ونموذجيَّة (الإجاباتِ).

ولنْ أفيضَ في الحديثِ عن تلكَ (الحقبةِ) التعليميَّةِ، التي تمثِّلُ مرحلةَ طلابِهَا اليوم يقفُون على (مشارفِ) التقاعدِ، ولكنَّها تظلُّ مرحلةً لا تُنسى، ويكفِي للدلالةِ عليهَا مَا كانتْ تعنيه فترةُ (الاختباراتِ) من حالةٍ من الاستنفارِ النابعِ من حرصِ الطالبِ وأسرتهِ على (الدرجةِ)، وخوفٍ من بشاعةِ منظرِ الدوائرِ (الحمراءِ)، وويلاتِ تبعاتِ (الإعادةِ).

فكانَ الطالبُ -آنذاك- (يُدفعُ) دفعًا إلى حيث أنْ يصبحَ شيئًا مذكورًا، وكانت الاختباراتُ من (القوةِ) بحيث تُحاطُ بسريَّةٍ (تامَّةٍ)، ويتطلَّبُ إعدادهَا ما يجعلهَا تملأ وقتَ الاختبارِ، وما يمثِّلُ بحقٍّ (تحدِّيًا) لقدراتِ الطالبِ، ومع ذلكَ كانَ الممتازُ، وكانَ التفوُّق، وكانَ (التَّنافس) على الأوَّل رغم كلِّ (المصاعبِ) عنوانَ جيلٍ يرَى في (الاختبارِ) مصيرَ حياةٍ، مستقبلًا أو موته.

واليوم تعودُ الاختباراتُ (الموحَّدة)، التي تُعدُّ من قِبل لجانٍ في إداراتِ التعليمِ، لترسلَ إلى المدارسِ قبل الاختبارِ بـ24 ساعةً، وهذه خطوةٌ تُثير (الدَّافعية) المطلوبةَ في الميدانِ، فكون وضعِ الأسئلةِ من طرفٍ خارجيٍّ، فلا مجالَ للمعلِّم، والطالبِ إلَّا (الإحاطة) بكلِّ تفاصيلِ المنهجِ، تدريسًا، ومذاكرةً، وللاختباراتِ من عودةِ (هيبةِ)، وحالةِ استنفارٍ.

وفي جانبِ (الأسرة) فإنَّها أمامَ واقعٍ جديدٍ من (التعايشِ) مع فترةِ الاختباراتِ، فأسرةُ ما بعدَ قرارِ الاختباراتِ الموحَّدة تختلفُ كليًّا عن أسرةِ ما قبلهِ، هذا الواقعُ الذي يتطلَّبُ أنْ تقومَ فيه الأسرةُ بدورِهَا كاملًا؛ لأنَّها في المقامِ الأوَّلِ (معنَّية) بنجاحِ ابنهَا، ذلكَ النجاح الذِي لا يمكنُ أنْ تقومَ به المدرسةُ دونَ مشاركةٍ (فاعلة) من الأسرةِ.

وهذا -برأيي- سيعودُ على واقعِ تعليمِنَا بأثر (نقلة)، لأنَّ ما يتطلَّبه هذا (القرارُ) من استعدادٍ يمتدُّ طوالَ الفصلِ الدراسيِّ؛ لأنَّ أسئلةَ الاختبارِ (مجهولةٌ) للمعلِّم، كما هي للطَّالبِ، وممَّا لا شكَّ فيه أنَّ (المعلَّمَ) في ضوءِ هذهِ المعطياتِ، ومن منطلقِ (حرصهِ) على اجتيازِ، وتميُّز طلابِهِ، سوفَ يعيشُ حالةً من القلقِ (المحمودِ)، الذي يدفعُهُ إلى المزيدِ من العطاءِ، المزيدِ من (تفكيكِ) مبهماتِ المنهجِ، وعينهُ -بكلِّ تأكيدٍ- على ما سوفَ تعكسهُ (مرآةُ) الاختباراتِ الموحَّدة، من خلالِ أين (يقفُ) منها طلابُه؟ الذين هم مرآةُ جهدِهِ، ومقياسُ عطائِهِ، وحقيقةً أنَّ تميُّز ونجاحَ طلابِ المعلِّم من تميزه ونجاحه.. وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store