Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

رمضان.. الخير والحب

A A
في رمضانَ يقتربُ منك كلُّ شيءٍ جميلٍ من خلال عبادتكَ الخالصةِ لله -عزَّ وجلَّ-، ويقتربُ منك العتقُ من النَّار، وتقتربُ خطواتك من باب الرَّيانِ، وتقتربُ من روحكَ جمالُ الحياةِ نهارًا وأنت صائمٌ، تدعُو الله قبولَ طاعتكَ، وليلًا وأنت تعيشُ بهجةَ وفرحةَ هذا الشهرِ الذي تَميَّز بخصوصيَّته عن باقي شهورِ السنة، فقبل رمضانَ، القلوبُ والبيوتُ تكونُ مشرعةً لاستقبالِ خيرِ الشهورِ، شهرِ القرآنِ والرحمةِ والغفرانِ، شهرِ العبادةِ والذكرياتِ، شهرِ أُنزل فيهِ القرآن على سيِّد الخلقِ سيِّدنا محمدٍ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، وصومُ رمضانَ هو الركنُ الرَّابعُ من أركان الإسلامِ، وخصَّ اللهُ -سبحانه وتعالى- هذا الشهرَ بعبادةٍ عظيمةِ القدرِ والأجرِ، وهي الصَّوم، وفيه يُوفَّى الصَّائم أجرَه بغير حسابٍ، قال -عليه الصَّلاة والسَّلام-: (للصَّائمِ فرحتَانِ يفرحهُمَا، إذا أفطرَ فرحَ بفطرِهِ، وإذَا لقِيَ ربَّهُ فرحَ بصومِهِ)، وفيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ، تنزَّلُ الملائكةُ والرَّوحُ فيهَا.

في هذَا الشهرِ الفضيلِ، يرسمُ أبناء الوطن صورةً مشرقةً لإكرام ضيوفِ بيت الله الحرامِ وزوَّار مسجدِ رسولِ الهدى -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، فتجد الشَّبابَ منذُ بداية شهرِ الصيامِ يُقدِّمون الخدمات التطوعيَّة التي تُفرح القلبَ، وترسم الصورةَ الحضاريَّة المشرقةَ لبلادنا، بل يُقدِّمون صور الحبِّ والإنسانيَّة ونفوسهم راضية؛ لأنَّهم يرون الابتسامةَ على وجوهِ قاصدِي مكَّة المكرَّمة وطيبة الطَّيبة، مدينة الحبيبِ المصطفى -عليه أفضلُ الصَّلاةِ وأتم السَّلام-. مواقفُ نبيلةٌ يرصدها كلُّ من يأتي معتمرًا أو زائرًا، فأصبحَ أبناء الوطن لديهم الخبرةُ من خلال الاحتكاكِ المباشرِ بكثير من الجنسيَّات، التي تتعدَّد ثقافاتُهم، فتجدهم في مواقع المسؤوليَّة يخدمُون المعتمرين تطوُّعًا وحبًّا وتقديرًا بنفوسٍ راضيةٍ، وهكذا هم شباب هذا الوطنِ الغالي الذي يزهُو بهم.. وكأنَّهم يُرسلُون للعالمِ رسائل شتَّى عبر مواقعِهم بأنَّ العملَ التطوُّعي من السلوكيَّاتِ والأفعالِ التي يحثُّ عليها ديننا وعقيدتنا، بل إنَّ الأعمالَ التطوعيَّة محورٌ مهمٌّ من المسؤوليَّة الاجتماعيَّة، والتي يعتبرُ الإنسان فيها جزءًا من المنظومةِ المجتمعيَّة.

* رسالة:

هنا في مهبطِ الوحي ومنبعِ الرسالاتِ السماويَّة «مكَّة المكرَّمة»، وُلِدَ المصطفَى -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-.

هنا تربَّى المصطفَى من قِبَل ربِّه، فملأ قلبَه حبًّا وفطرةً.. حبًّا للمكانِ والأرضِ التي عشق..

عليكَ صلواتُ اللهِ وسلامُه يا خيرَ خلقِ الله..

عليكَ صلواتُ الله وسلامُه يا مَن أنقذَ اللهُ بكَ نفوسًا من غيِّها وضلالِها..

عليكَ صلواتُ اللهِ وسلامُه يا مَن أرسله اللهُ هاديًا ومبشِّرًا وسراجًا منيرًا..

عليكَ صلواتُ الله وسلامُه يا مَن اصطفاك المولى، لتكونَ خاتمًا للأنبياءِ، ورحمةً للعالمِينَ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store