Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لا لتصوير موائد الإفطار

لا لتصوير موائد الإفطار

A A
مع إطلالةِ شهرِ رمضانَ المبارك، وتقريبًا منذ اليوم الأوَّل تجتاحُ صورُ موائدِ الإفطارِ حسابات منصَّات التَّواصلِ الاجتماعيِّ، وتتحوَّل تلك المنصَّاتُ وقبيلَ الإفطارِ بدقائقَ قليلةٍ إلى حلبةٍ للتَّسابقِ والتَّباهِي بنشرِ أفضلِ وأفخرِ المأكولاتِ والمشروباتِ وأرقى الموائدِ وتنوُّع الأطعمةِ التي تعدُّهَا السيِّداتُ والأمهاتُ، ويقمنَ بنشرِهَا على تلك المنصَّاتِ بشكلٍ يوميٍّ طوالَ أيامِ رمضانَ المبارك.

وبعيدًا عن هذهِ التصرُّفاتِ والتي بدأت في الظهورِ خلال الأعوامِ القليلةِ الماضيةِ، دعونا نرَ الجانبَ الآخرَ من تلكَ التصرُّفاتِ، أو تلكَ الظاهرةِ حيثُ بدأت تصنَّف كظاهرةٍ اجتاحت أغلبَ البيوتِ، الكثيرُ يرونَ أهميَّة مراعاة الجانب النفسيِّ عند بعضِ المتابعينَ ومن لا يستطيعُون توفيرَ أطعمةٍ متعدِّدةٍ في الإفطارِ، الأمرُ الذي قد يزيدُ من حدَّة التأثيرِ النفسيِّ عندهم، فيما يرى البعضُ الآخرُ أنَّ هذه حريَّة شخصيَّة الهدف منه الاستفادةُ في تبادلِ الخبراتِ والوصفاتِ.

لقد بدأتْ ظاهرةُ تصويرِ موائدِ الإفطارِ في رمضانَ غريبةً لم يلتفتْ لها أحدٌ، حتَّى اتَّسعت وتفاقمتْ بدخولِ المؤثِّرين والمشهورِين على هذا الخط، وقيامهم بنشرِ صورِ موائدِهم الرمضانيَّةِ مع متابعيهِم الافتراضيِّين عبر تلكَ المنصَّاتِ المتعدِّدة، وهو ما يؤثِّر بشكلٍ سلبيٍّ على بعض متابعيهم، وعلى نفسياتِهم، حتَّى أصبحَ هذَا السلوكُ يستفزُّ بعضَ الطبقاتِ الاجتماعيَّةِ التي قد لا تسمحُ لهم ظروفُهم المعيشيَّة بتوفيرِ ما اعتادُوا عليه في رمضانَ.

وفي المقابلِ يتفاعلُ المتابعُون مع هؤلاءِ المؤثِّرين وذلكَ بتصويرٍ ونشرٍ لموائدِهم الرمضانيَّة حتَّى تتحوَّل منصَّات التواصلِ الاجتماعيِّ إلى طقسٍ سنويٍّ، وأصبحت أشبه بمطبخٍ كبيرٍ مكتظٍّ بالصورِ والوصفاتِ، يعرضُ مختلفَ الأطباقِ والوجباتِ الغذائيَّةِ على سفرةِ الإفطارِ، الأمرُ الذي يحملُ رسائلَ سلبيَّةً ويولِّد عدمَ الرضَا لدى البعضِ عن محتوَى موائدِهم.

أحمد العمري

@ahmedyanbu

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store