غادرَ الحياةَ الفانيةَ، أيقونةُ الفنِّ الشعبيِّ الفنانُ الرائعُ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الهزَّاع -رحمه الله رحمة واسعة-، وقد وُلد في عام (1929م)، قَدِم والده هزَّاع المعلق الهزاع من البادية واستقرَّ في عنيزة، وقد عاشَ يتيمًا بعد وفاةِ والدتهِ، وهو في الثالثةِ من عمرهِ، ثمَّ وفاةِ والدهِ بعدهَا بخمسِ سنواتٍ، بعدَ وفاةِ والديهِ كفلَهُ عبدالعزيز الكغيل، ثم أدخلَهُ كُتَّاب عبدالعزيز الدامغ. التحقَ بأوَّلِ مدرسةٍ نظاميَّةٍ عام 1365هـ، لكنَّه لم يكملْ بها دراستَهُ، بل سافرَ إلى الجبيل، وهو في العاشرةِ من عمرهِ، فعملَ صبيًّا ينقلُ إنتاجَ المزرعةِ إلى السوقِ، هذه نبذةٌ من بدايةِ حياتهِ.. وهو ممثلٌ شعبيٌّ سعوديٌّ من محافظةِ عنيزه في القصيم انتقلَ للعيشِ في الكويتِ في الستينيَّات الميلاديَّةِ، وعملَ بها موظفًا، وكان يتعاونُ مع الإعلامِ الكويتيِّ في ذلك الوقتِ، ثم انتقلَ بعدهَا للرياضِ وعاشَ بها حتى تُوفِّي، وكانت بدايةُ انطلاقتِهِ من إذاعةِ السعوديَّةِ، ويُكنَّى الفنان عبدالعزيز الهزَّاع بـ(أبي سامي).
لُقِّب بعدَّة ألقابٍ من أشهرِهَا «جماعة في رجلٍ»؛ لأنَّه يملكُ موهبةَ تقليدِ الأصواتِ، وقدَّم العديدَ من المسلسلاتِ الإذاعيَّةِ ومن أبرزِ أعمالِهِ شخصيَّة أم حديجان.. وقد تُوفي بعد مشوارٍ فنيٍّ حافلٍ دامَ أكثرَ من 60 عامًا.. ولقدْ وظَّف ما منحه اللهُ من تمثيلٍ ومحاكاةٍ كافَّةَ الأصواتِ في تناولِ القضايَا والمشكلاتِ الاجتماعيَّة، مساهمًا بالتوعيةِ حولها وطرحَ الحلولَ لهَا، فضلًا عن امتاعهِ السعوديِّين والخليجيِّين بتمثيليَّاتِهِ الاجتماعيَّةِ والفكاهيَّةِ على مدى العقودِ الماضيةِ، غفرَ اللهُ لهُ، وأسكنَهُ جنَّةَ المأوَى، وعزاؤنَا لأولادِهِ وأسرتِهِ ومحبِّيهِ.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
