Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

النقوش.. أقدم حكاية عن الإبل

النقوش.. أقدم حكاية عن الإبل

A A
يُكِنُّ العرب مشاعر فخرٍ وتقدير ومحبة صوب الإبل كونها تُمثّل الرفاق الأوفياء وسط الصحراء القاسية، إضافةً إلى أنها كانت وسيلة الارتحال الوحيدة لفترةٍ طويلة من الزمن، مما بوّأها مكانةً جوهرية في حياة العرب؛ فأصبحت أساساً يجعل الحياة مزدهرة من حولها، ولهذا هرع سكان الجزيرة العربية إلى الواجهات الصخرية يملؤونها بنقوشٍ تُخلّد الإبل.

وقد كشفت وفرة نقوش الإبل عن أهمية هذا الكائن واعتماد الإنسان عليه، لتتحول الصخور إلى لوحاتٍ فنية بديعة أثبتت مهارة رسم عالية عند الإنسان القديم، ولأجل هذا التأثير الثقافي للإبل على مر الأطوار الإنسانية؛ سمّت وزارة الثقافة عام 2024م بـ "عام الإبل"، تأصيلاً لمكانة الإبل الراسخة.

ومن تلك الرسومات المدهشة والمتناثرة في أرجاء المملكة، رسومات ثمودية في منطقة العلا تعود إلى سبعة آلاف عام، وهي لحضاراتٍ تركت أطلالها وراءَها على أراضي المملكة؛ برموزٍ وأبجدياتٍ تُثري الحقول الثقافية، وفي الوقت ذاتِه تَرمُز إلى العلاقة المُؤَنْسَنة بين مجتمع الجزيرة العربية والإبل.

إلى جانب فنونٍ صخرية أخرى ما زالت شواهدُها باقية؛ مثل التي في جبل عرنان في حائل، ونقوشٍ قريبة من منطقة آبار حمى في نجران، علاوةً على جبال الجوف التي وجدت بها هيئةُ التراث "موقع الجمل"، وأسفرت دراستها مع شركائِها عن عودة الموقع إلى فترة العصر الحجري الحديث من 5600 إلى 5200 قبل الميلاد، ويحتوي الموقع على 21 نحتاً مجسماً منها 17 نحتاً عن الإبل.

وإلى اليوم لا يبرح السعوديين عن تأطير الإبل فنياً، مُجسِّدين مساهمتَها في تشكيل الهوية الثقافية، لنجد الإبل في الفنون البصرية والتشكيلية وتعابير الحرف اليدوية، وكذلك اتخذت بعضُ الشركات من الإبل شكلاً لعلاماتها التجارية، لتعبّر عن هذا الترابط الأصيل والفريد وعن ثراء الثقافة السعودية بالكثير من العناصر.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store