Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

بين أهل أول والمشهور الذي تحول!!

A A
عندمَا تتابعُ بعضَ البثوثِ لبعضِ من يظنُّون أنفسَهم أنَّ لهم قيمةً اجتماعيَّةً بتفاهةِ بثوثِهم ضحكًا ولعبًا بينَ رجلٍ وامرأةٍ لا تمتُّ بينهمَا صِلةٌ وعلى مرأى ومسمعٍ من والدِهَا أو زوجِهَا للحصولِ على دخلٍ ومالٍ وزيادةٍ في الشهرةِ، وقتهَا حُقَّ لكَ أنَّ تقرأَ على الحياءِ السَّلامَ، وعلى الغيرةِ الزَّوالَ بالتمامِ، هذا اللعبُ والضحكُ والمسامرةُ على الملأِ وبحركاتٍ وضحكاتٍ ممجوجةٍ صاخبةٍ، وبعضهُم تجرِي بينهمَا علاقةُ حبٍّ ومن ثمَّ الزَّواج وبعدَ أشهر يتمُّ إشهارُ الطَّلاقِ او الخُلْع، حُقَّ لنَا أنْ نقولَ: أينَ هُو الحياءُ؟

لابُدَّ من سنِّ قوانينَ ذات غراماتٍ ماليَّةٍ تحدُّ من ظهورِ هذهِ الكائناتِ المؤذيةِ اجتماعيًّا، أو تُنظِّم ظهورها، كأنْ تكونَ اللقاءاتُ والنقاشاتُ والمماحكاتُ والضحكاتُ والنكاتُ بينَ كلِّ جنسٍ على حِدَةٍ، فالرجالُ تكون مسامرتهُم وبثوثهُم لوحدِهم، وكذلك النساءُ لوحدهنَّ؛ لأنَّه يحكمنَا نظامٌ اجتماعيٌّ لا يسمحُ بالتداخلِ بين الرجالِ والنساءِ إلَّا في الأعمالِ والوظائفِ والحياةِ ذات الطَّابعِ الجادِّ، وليسَ غيرَ ذلكَ من التفاهاتِ الممجوجةِ.

إنَّ أهلَ أوَّل حتَّى في العصرِ العربيِّ الجاهليِّ للرجلِ قيمتهُ وللمرأةِ قيمتهَا والقيمةُ الاجتماعيَّةُ لكلِّ واحدٍ منهمَا تمنعُ أنْ تكونَ بينهمَا محادثاتٌ ذاتُ طابعٍ ترفعُ فيه التكلفةُ من ضحكٍ وميوعةٍ وترفعُ الكلفةِ دونَ أيِّ اعتبارٍ للحياءِ والحشمةِ وتنظرُ لكلِّ مشهورٍ ومشهورةٍ من هذَا النوعِ وقدْ تحوَّل كلُّ واحدٍ منهمَا إلى الجنسِ الآخرَ، فالبنتُ تتحدَّث بين رجالٍ وكأنَّها رجلٌ، أو شابٌّ قد تحوَّل بينَ مجموعةِ نساءٍ وكأنَّه بنتٌ.

العفَّةُ والحياءُ همَا ماءُ الحياةِ بينَ الرجلِ والمرأةِ فإنْ همَا ذهبَا ذهبتْ عن النُّفوسِ شغفُ البقاءِ للحياةِ، وتأثَّرت حتى الهرمونات الجنسيَّة وتبلَّدت الأحاسيسُ العاطفيَّةُ، ومع التكرارِ و الاستمرارِ يُصابُ الكثيرُ منهم بالإدمانِ بالبثوثِ صوتًا وصورةً وحركاتٍ وسخافاتٍ، الأمر الذي سيؤثِّر بالتَّالي على نفسيَّته وبيولوجيَّته مستقبلًا إلى درجة أنْ يفقدَ فيها الرغبةَ إلى الجنسِ الآخرِ، إذا كانَ الأخُ الذي يعيشُ بين مجموعةٍ من أخواتِهِ، ويكونُ معهَنَّ ليلَ نهارٍ تتأثَّر هرموناتهُ الجنسيَّةُ، والبنتُ التِي تعيشُ بينَ أُخوةٍ لها ذكورٍ تسترجلُ وتكتسبُ من صفاتِ الذكورةِ، فكيفَ ذلكَ يكونُ في أهلِ البثوثِ الذين يدمنُون ذلكَ لا شكَّ أنَّهم مع الوقتِ يفقدُ الرجلُ فيهم معانِي الرجولةِ، وتفقدُ البنتُ معانِي الأنوثةِ وهم يصارخُون ويتشاجرُون أو يتدلَّلُون، لا يجبُ أنْ ينسينَا اللهثُ الماديُّ ديننَا وعاداتِنَا وتقاليدنَا وحياءَنَا وحشمتنَا.

فالكثير من المشاهير أصبحوا قدوة سيئة للشباب والشابات، وسيورثونهم هذا النوع من الحياة معدومة الحياء، وسيكونون مثلهم من أصحاب الاهتمامات الهزلية التي لا تنفع الوطن، ولا يُعتمد عليها، بل تعتبر من خشاش الأرض الذي تدب فيه الحشرات الضارة مهما اغتنت.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store