Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. علي آل شرمة

«واس».. مدرسة إعلامية تتبنى المواهب الوطنية

A A
لتطويرِ العملِ الإعلاميِّ والارتقاءِ به، ولمواكبةِ التغيراتِ الكبيرةِ التي يشهدهَا هذا المجالُ، ولمواصلةِ الريادةِ السعوديَّة، أعلنتْ وكالةُ الأنباءِ السعوديَّة «واس» خلالَ الفترةِ الماضيةِ عن إطلاقِهَا أكاديميَّة «واس» للتَّدريبِ الإخباريِّ؛ بهدفِ تخريجِ كوادرَ وطنيَّةٍ مؤهَّلةٍ في مجالاتِ الصحافةِ والأخبارِ، التقنيةِ والذكاءِ الاصطناعيِّ، القيادةِ وأخلاقيَّاتِ الصحافةِ، شركاءِ الإعلامِ، والتوعيةِ الإخباريَّةِ.

ويأتِي الإعلانُ عن تدشينِ هذهِ الأكاديميَّةِ في وقتٍ تعيشُ فيه المملكةُ نهضةً شاملةً في كافَّة الميادينِ، اقتصاديَّا وسياسيًّا واجتماعيًّا، وتشهدُ فيه توجُّهًا متزايدًا نحوَ الانفتاحِ على العالمِ، ويتمُّ بصورةٍ متواصلةٍ الإعلانُ عن مشروعاتٍ نوعيَّةٍ وغيرِ مسبوقةٍ، لا سيَّما في مجالِ السياحةِ، إضافةً إلى التركيزِ على جذبِ الاستثماراتِ الأجنبيَّةِ؛ ممَّا يزيدُ من الحاجةِ لعكسِ هذهِ التطوراتِ للعالمِ الخارجيِّ، والتنويهِ بالفرصِ الاستثماريَّةِ الكُبْرَى التي تذخرُ بها المملكةُ العربيَّةُ السعوديَّةُ، وهو ما لا يمكنُ تحقيقهُ بدونِ وجودِ إعلامٍ قويٍّ ومعاصرٍ.

وقد ظلَّت وكالةُ الأنباءِ السعوديَّة منذُ ما يزيدُ على 50 عامًا تقومُ بدورٍ رياديٍّ كبيرٍ، وتقدِّمُ خدمةً إخباريَّةً وإعلاميَّةً متميِّزةً، تقومُ على المصداقيَّةِ أوَّلًا وأخيرًا، دونَ تعمُّدٍ للإثارةِ المصطنعةِ أو التهويلِ، وهو ما أكسبَهَا مكانةً متميِّزةً، وجعلهَا مرجعًا إعلاميًّا موثوقًا بهِ للباحثِينَ عن الحقيقةِ، وتتجلَّى هذهِ المكانةُ في الشراكاتِ الواسعةِ التي تجمعهَا مع كبرياتِ وكالاتِ الأنباءِ العالميَّةِ.

كمَا استطاعت الوكالةُ -طيلةَ العقودِ الماضيةِ- أنْ تمدَّ الوسطَ الإعلاميَّ والصحفيَّ بكوادرَ سعوديَّةٍ موهوبةٍ ومتميِّزةٍ، استطاعتْ أنْ تضعَ بصمتَهَا، وساهمتْ في تطورِ الإعلامِ السعوديِّ الذي أصبحَ يحتلُّ موقعَ الريادةِ على الصَّعيدَين العربيِّ والإسلاميِّ، من حيث جودةِ المخرجاتِ وتطوُّرهَا.

لذلكَ فإنَّ إنشاءَ هذهِ الأكاديميَّةِ في هذَا المنعطفِ التاريخيِّ الهامِّ الذي تمرُّ بهِ المملكةُ، يمثِّلُ إضافةً مقدَّرةً وخطوةً موفَّقةً يُتوقَّع أنْ تكونَ لهَا آثارٌ إيجابيَّةٌ في المستقبلِ المنظورِ، بمَا ينعكسُ إيجابًا على هذهِ المهنةِ التي تُعوِّلُ عليهَا جميعُ الحكوماتِ والشعوبِ؛ لتكونَ رقيبًا على أداءِ المؤسساتِ الحكوميَّةِ، والتنبيه لمواقعِ الأخطاءِ والقصورِ، وهو الدورُ الذي ننتظرهُ جميعًا من العاملِينَ في هذا المجالِ، خصوصًا في ظلِّ ازديادِ أجواءِ الشفافيَّةِ والمحاسبةِ، والحملةِ المتواصلةِ على جميعِ أشكالِ الفسادِ الماليِّ والإداريِّ.

وندركُ جميعًا أنَّ الصحافةَ مهنةٌ متطوِّرةٌ على الدَّوامِ، وتشهدُ بصورةٍ متواصلةٍ تغيُّراتٍ جذريَّةً وأساليبَ مهنيَّةً جديدةً، لا سيَّما في ظلِّ تنامِي استخدامِ المخرجاتِ التكنولوجيَّةِ الحديثةِ، وهو مَا يستلزمُ من القائمِينَ على الأمرِ مواصلةُ جهودِهِم لمواكبةِ هذهِ التغيُّراتِ، والاهتمامِ بتطويرِ الكادرِ البشريِّ الذي يعتبرُ رأسَ الرمحِ في هذهِ المهنةِ.

ونسبة لما تتعرض له بلادنا من هجمات إعلامية مضادة من بعض الجهات التي لا تريد لها الاستمرار في مسيرة النهضة والتطور، والتي امتلأت بالحقد والحسد؛ مما تنعم به السعودية من أمن وأمان، وتلاحم وطني متين بين القيادة والشعب، فإنَّ رجال الصحافة والإعلام مطالبون بالتحول إلى جنود يدافعون عن بلادهم، ويدفعون عنها كيد أعدائها، ويردونه في نحورهم، ويفندون الأكاذيب والشبهات، ويسلطون الأضواء على الحقائق الدامغة، وهُو مَا لا يمكنُ تحقيقهُ إلَّا بوجودِ كوادرَ إعلاميَّةٍ مؤهَّلةٍ وقادرةٍ على إقناعِ الآخرِينَ.

وممَّا يزيدُ من فرصِ نجاحِ الأكاديميَّةِ في تحقيقِ أهدافهَا المعلنةِ، أنَّها لا تكتفِي فقطْ بتخريجِ كوادرَ جديدةٍ، بل تضعُ من ضمنَ مهامِهَا توفيرَ فرصِ التدريبِ للموجودِينَ حاليًّا من الصحفيِّين والمصوِّرين، والمهنيِّين والتقنيِّين في مجالِ الإعلامِ، سواء في المؤسَّساتِ الإعلاميَّةِ الخاصَّةِ والعامَّة، إضافةً إلى طلابِ الإعلامِ، ومسؤولِي الشؤونِ الإعلاميَّةِ في مختلفِ الجهاتِ والمؤسَّساتِ الحكوميَّةِ.

ومع الاهتمامِ الذي تُولِيه وزارةُ الإعلامِ بقيادةِ وزيرِهَا النَّشطِ معالِي الأستاذ سلمان الدوسري، الذي يبذلُ جهودًا كبيرةً في سبيلِ إعادةِ ترتيبِ مفرداتِ المشهدِ الإعلاميِّ؛ تمهيدًا لإنجازِ نهضةٍ جديدةٍ، ومع المساعِي الحثيثةِ لوكالةِ الأنباءِ السعوديَّةِ بقيادةِ ربانهَا الماهرِ الدكتور فهد آل عقران، فإنَّ كافَّة المؤشِّراتِ تؤكِّدُ أنَّ الإعلامَ السعوديَّ في طريقهِ لمزيدٍ من الازدهارِ، وأنَّ الكوادرَ والمواهبَ الوطنيَّةَ سوفَ تجنِي ثمارَ ذلكَ في المستقبلِ القريبِ -بإذنِ اللهِ-.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store