Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ماذا تفعل وزارة الثقافة؟!

ماذا تفعل وزارة الثقافة؟!

A A
مبادرة (الشريك الأدبي) أرَى أنَّها من أجملِ المبادراتِ التي قامت بها وزارةُ الثقافةِ مشكورةً ممثَّلةً في هيئةِ الأدب والنشرِ والترجمةِ، والتي أعلن عنها في مارس 2021، وانطلقت بعدَ ذلك لتحلِّق في سماءِ التميُّز والإبداع، حيث تسعى الوزارةُ من خلالها لأنْ تجعل الثقافةَ أسلوبَ حياةٍ للمجتمعِ بأسرهِ، ولتعزيزِ قيمةِ الأدبِ وأهميته في حياةِ أفرادهِ، وكذلك لدعم انتشارِ الكتابِ السعوديِّ محليًّا وعالميًّا، وتعزيزِ دور مؤسَّسات القطاعِ الخاصِّ؛ للنهوضِ بالقطاع الثقافيِّ، وذلك بالتَّعاون وعقد الشراكاتِ الأدبيَّة مع شركاءِ الهيئةِ من المقاهي المختارةِ على مستوى المملكةِ، لإقامة ملتقياتٍ وأمسياتٍ ثقافيَّةٍ تذكِّرنا بتلكَ الصالوناتِ الأدبيَّة التاريخيَّة المشهورة، التي تجمعُ الأدباءَ والمثقَّفين، فترسم المشهدَ الثقافيَّ، وتعزِّز اتجاهاتِ المجتمعِ وفكرهِ وسلوكهِ، وتطورهِ ليكونَ أكثر وعيًا وتحضُّرًا.

هذا الحراكُ الثقافيُّ الذي لاحظتُه وشهدتُه شخصيًّا قربَ الأدبِ والثقافةِ إلى النَّاس أكثر وأكثر من خلالِ (المقاهي)، واقترب من واقعِهم بجميعِ شرائِحهم بعد أن كانَ محصورًا في المؤسسات الرسميَّةِ، وعلى النُّخب والعاملين في المجالِ الأكاديميِّ؛ لأنَّ هذه المبادرةَ عزَّزت المعرفة والوعي، وقدَّمت جرعاتٍ ثقافيَّةً وأدبيَّةُ بأنواعهَا للجمهورِ من الجنسين بكلِّ فئاتهِ من أفرادٍ وعائلاتٍ ومواطنين ومقيمين وزائرين بشكلٍ مبسَّطٍ وجاذبٍ يتحاورُون ويتَّفقُون ويختلفُون في لقاءاتٍ تفاعليَّةٍ مباشرةٍ على أرضِ الواقعِ، وفي أجواء تسودُها الطمأنينةُ والتعايشُ والاحترامُ المتبادلُ، واللهفةُ والحماسُ لتلقِّي العلم والمعرفة.

هذه البذرةُ الوليدةُ التي بذرتها الهيئةُ نمتْ وبدتْ لنا ثمارهَا في وقتٍ قصيرٍ، حيث أبرزت لنا عقولًا متلقِّيةً واعيةً ومتعطشةً للمعرفةِ، واستطاعت من جانبٍ آخرَ أنْ تستقطبَ جمهورًا -مستكشف لماهية هذه المبادرة، وما تحويه من لقاءاتٍ وتجمُّعٍ لأربابِ الفكرِ والأدبِ- كان قبلَ ذلكَ بعيدًا عن المشهدِ الثقافيِّ، وما يدور في أروقتهِ.

وليس ذلك فحسبْ، بل اللافت للنَّظر أنَّ هذه المبادرةَ كذلك فجَّرت طاقاتٍ من خلال استضافةِ متحدِّثين -أغلبهم من فئة الشباب- حيثُ منحتهم الفرصةَ للانتشارِ بشكلٍ أوسع، وإبرازهم وإبراز ما لديهم من مواهبَ بشكلٍ أكبر؛ ليقدِّموا للحضورِ ما يملكونه من رصيدٍ معرفيٍّ، وبما تختزنه عقولهم من حبٍّ وشغفٍ للثقافةِ والأدبِ.

ختامًا تحيةً لوزارةِ الثقافةِ بكل فروعها وهيئاتها على الجهودِ الكبيرةِ التي تقوم بها في كلِّ مسارات الثقافةِ، وبما يتماهَى مع رؤيةِ المملكة 2030 بتحقيقِ جودةِ حياةٍ أفضل، متمنِّين لها الاستمرارَ والتقدُّمَ دائمًا، وكلنا ثقة بها بقيادةِ وزيرنا المحبوبِ.

@Aboshouq1399

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store