Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

السعودية الخضراء

السعودية الخضراء

A A
سعوديتنا... سابقت الزمن وسبقته، ورسمت الطريق وعبرته، ووضعت الهدف ونالته، وعرفت المستحيل وحققته، خاضت البحر وفجّرته، وحفرت الصخر ونحتته، كشفت النفط وأخرجته، والحجر لجوهر حولته، وباب المجد طرقته، ومن طرقها فتحته، وما استعصى أمامها كسرته، وقديمها جدّدته، وماضيها حفظته، وحاضرها ضمنته، والخوف من قاموسها حذفته، والخطر عن طريقها أبعدته، وكل طريق مظلم أضاءته، وكل درب وعِر سلكته، وكل صعب يسّرته، حتى الفضاء لم تقنع أنها تخيلته، وسعت له حتى وصلته، والحلم لواقع قلبته، والحكم لدينها أرجعته، وكل ما فاتها أدركته، وكل ما ضاع منها أرجعته، وكل من قصدها أعطته، وكل من ترصدها أبادته، وكل حاجز أمامها أزالته، وكل عاجز بها أهّلَته، وكل يتيم كفلته، وكل جاهل علمته، وكل محروم عوّضته، وكل غائب أرجعته، وكل غريب أكرمته، وكل ساكن بها أسعدته، حتى الوحش بغابها حمته، ومن رعايتها له ما حرمته، ومن خيرها ما نسته..

وكل هذا خيرٌ قدمته فوجدته... وبذر زرعته فحصدته، ومجد رسمته ورصدته، وعن جدارة حجزته.. وكأنها كوكب فريد في مجرّة تخصها.. وأخضعت باقي الكواكب وكأنها ترصها.. وقلبت الطبيعة وكأنها دستور ينصّها.. ومن شدة حرصها..، فعلت ما يليق بوصفها..

صحراء تكتسي الأخضر ويكسوها، برؤية تملأ الأسطر وتحكيها، ونظرة تبصر الأفق وتأتيها، وخطة تعبر الأبحر وتثريها، وقوة تحصر الأنهر وتجريها، وقدرة تحفر الأصخر وتملك ما انزوى فيها، وحكمة تعرف الأقدَر ليحويها، وفطنة تدرك الأجدر ليحميها..

حكامنا ذوو رأي سديد، وعقل رشيد، وصوت فديد، بعزمهم أنطقنا الحديد، وقربنا البعيد، وأقنعنا العنيد، وطوعنا الشديد، وحفظنا التليد، وحصدنا الجديد، وأذبنا الجليد، وعلمنا الوليد، وأزلنا الصديد.. وما زلنا نطمع بالمزيد، ما نريد سنستزيد، وما لنا سنستعيد، وحلمنا واقع أكيد، وخير ماضينا مديد، ومجد حاضرنا فريد، ومنهج الدين أقمنا، عن سبيله لن نحيد، فكل يوم فينا عيد، كي نفيد ونستفيد..

كانت أرضها صحراء، ولم تر ذاك عيبا.. فسكنتها، وجعلت رملها ذهبا.. وملأتها، ولم تدع في الأمر ريبا.. ولم تطع في اليأس شيبا.. ولم يكن مجدها في الأرض غيبا.. فجعلت من صوت الرعد طربا، وكأن السماء أمطرت عنبا، وأرقصت سحبا، وأثمرت شهبا، وما عجزت لها طلبا، وما حالت بها حجبا، أعادت كل ما انحجبا، وأعطت كل ما انطلبا، وطالت باليد السُحُبا..

هذا السعودي...

بالسين (سدا) مانعا لكل من فيها احتمى..

بالعين (عدّلا) شافعا بمنهج الدين ارتوى..

بالواو (وعدا) قاطعا لا يُذَلُّ من انتمى..

بالدال (درعا) نافعا لكل من قصد الحمى..

بالياء (يوما) رائعا، هو حلمنا لما أتى..

فيه الهنا، فيه المنى، فيه المعالي والعلا..

لما يردد صوتنا متفاخرا، "أنا السعودي من هنا".

@bentalnoor2005

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store