تتسابق القنوات التلفزيونية خلال شهر رمضان المبارك إلى تحقيق اعلى مشاهدات ويبدأ السباق قبل دخول شهر رمضان بأسابيع بل بأشهر من خلال ضخ إعلانات البرامج المنوعة التي تستحوذ على أوقات الذروة لكسب المشاهدين وتلبية حاجتهم من خلال البرامج والمسلسلات الرمضانية. وتبرز كل عام البرامج الإنسانية للتحفيز على البذل والعطاء بصورة أكبر استغلالا لشهر رمضان ومذكرة بأهمية التراحم بين الناس بطرق يسيرة ومضاعفة صدقاتهم وعطائهم لمساعدة حالات عجزت عن تدبر وضعها في الحياة حتى باتت هذه البرامج من أهم برامج المشاهدات في التلفزيون او من خلال قنوات اليوتيوب الخاصة في رمضان لتؤكد للكل مفاهيم الإحسان والخير والقيم الجميلة بين المجتمعات. فما بين " جبر الخواطر " و" اطمأن قلبي " و" خاطرك مجبور" و "حياة كريمة " وغيرها من البرامج الإنسانية وبين الناس.. تتلاقى أحداث وتفترق أخرى وتكتشف بين هذا وذاك مشاهد ووقائع قذفت بها الحياة إلى الشوارع والطرقات هرباً من واقع مرير وتجسيداً لحالة وصلت أعلى مراحل البحث عن طوق النجاة . من جبر الخواطر الذي يمسك بزمام حلقاته مذيع الشارع وفريقه النبيل إلى إيقاظ النفوس التي يعتصرها الألم وهي تشاهد برنامج اطمأن قلبي الذي يعالج الحالات من جذورها حتى أن بعض الحالات تقف مذهولة بين مصدق ومكذب وبين مندهش ومستغرب كيف هي الأقدار تُسير الأمور لصالحهم في تلك اللحظات مرورا "بخاطرك مجبور" الذي يعيد صياغة الواقع بأبسط الطرق النبيلة والإنسانية إلى كلمات برنامج "حياة كريمة " وهي تجسد للعالم أجمل معاني الوقفة الجادة.. مذيع الشارع "جبر الخواطر " لم يعد برنامجاً مصرياً فحسب بل تجاوز إلى أبعد من ذلك عبر الوطن العربي الكبير، فما أن تذاع حلقة حتى يتسابق المشاهدين على تدوين مشاعرهم تجاه تلك الحلقات، هذا البرنامج الذي حظي بدعم معالي رئيس هيئة الترفيه المستشار تركي آل الشيخ في وقت سابق رسخ من خلال معده ومذيعه الإنساني أحمد رأفت مفاهيم كثيرة في الجوانب الإنسانية في كل حلقة من حلقاته فتارة يبرز الابتسامة رغم الألم وتارة تطغى الدموع على مشاعر الفرح غير المتوقع. حكايات وحكايات تبرزها تلفزيونات الوطن العربي وقنوات اليوتيوب الخاصة عبر هذه البرامج الموقظة للنفوس، وعلى نفس الهدف يطل علينا "غيث" كل عام وهو يتنقل ما بين الدول لمعالجة الحالات الإنسانية اشد فقراً أو بمعنى أنها تستحق الدعم والوقفة الإنسانية واتصف حتى اللحظة بعدم كشف هويته طيلة حلقات برنامجه منذ البداية وذهب إلى غير ذلك بل حقق أحلام الكثيرين ممن كانوا في طريقة، وكذلك برنامج "خاطرك مجبور وحياة كريمة" اللذان يعرضان مواقف جميلة للإيثار بين الناس وحب خدمة الآخرين بدوافع إنسانية بعيداً عن تحقيق المصالح. لقد تركت هذه البرامج اثرا كبيرا في نفوس متابعيها وهم يتشاركون هموم بعضهم ومد يد العون لمن يستطيع ذلك، ليتأكد لنا أن الحدود والمسافات ليست عائقاً دون الإنسانية بل أن الخير متأصل في النفوس حتى قيام الساعة.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
