المدينة في رمضان.. غير

في طيبة الطيبة، صام المسلمون أول رمضان بعد أن فرضه الله في السنة الثانية من الهجرة.. من المدينة المنيرة بدأ الصيام.. وفي المدينة المنورة «روحانية رمضان» لا تجدها بمكانٍ آخر، بدايةً من الإفطار في المسجد النبوي الشريف، بجوار المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث ترى سفر رمضان تمتد داخل المسجد وخارجه، بعضها من مئات السنين، يتوارثها الأبناء من الآباء، للأحفاد، ومنهم لأحفاد الأحفاد رحمهم الله جميعاً.. وسفر أيضاً في كل مكان بشهر الخير.

أما إذا اتجهت لأحياء المدينة المنيرة، فستجد قيمة وقمة التواصل بين الجيران، باحتفالات الإفطار بالأحياء، وكل حي له يوم محدد يجتمع به كل أهل الحي، وبعض الأحياء القديمة يعود أبناؤها لحيهم في اليوم المحدد للإفطار، ليعيدوا ذكريات الأحبة، والتواصل مع الجيران ممن بقي في الحي.

جمعية مراكز الأحياء ومنصة إحسان أيضاً لهم دور في إظهار قيمة المجتمع المديني بالدعم والمساندة، وتوفير بعض المستلزمات في عمل يُشكَرون عليه، لبث روح الجيرة والصداقة، وأيضاً اللحمة الوطنية.

في العاشر من رمضان كان اليوم المحدد لحي الدفاع الخامس لتنظيم إفطار الحي الجماعي، حيث إن الحي قد انضم لجمعية مجالس الأحياء حديثاً، وتم تشكيل مجلس إدارته برئاسة الشيخ إبراهيم الحبيشي، وكانت هذه المرة الأولى التي يقام فيه إفطار الحي الجماعي، ورغم أن الإفطار كان الأول للحي، إلا أن النجاح -بمباركة أهل الحي المتعاونين والمتحابين بالله- منقطع النظير، وبحضور الضيوف والصائمين تجاوز العدد الخمسمائة فرد، في جو أُسري جميل، فتشاهد الأولاد من العصر فرحين، ومع شباب الحي، الكل يعمل وينظم ويضيف، الكل مبسوط بروحانية الزمان، وبالتقاء الجيران، وتوافد الضيوف من جميع أنحاء المدينة، لمشاركة أهالي حي الدفاع الخامس فطورهم وأجرهم في هذا اليوم الفضيل.

وأيضاً كان للحضور الإعلامي الداعم لمثل هذه الفعاليات دور مميز، تقدَّمهم رئيس فرع هيئة الصحفيين السعوديين بالمدينة المنورة الأستاذ عماد الصاعدي، وعدد من إعلاميي المدينة، وكذلك السنابي الداعم لكل النشاطات بمنطقة المدينة والمحب لها الأستاذ حسن بريك المحمادي، والأستاذ بدر الحازمي، المصور الجميل الذي يجعل للصورة ألف معنى.

* خاتمة:

تكاتف أهل الحي كان له دور كبير في نجاح الحفل، بإشراف ودعم الأستاذ عبدالمجيد الغامدي المنسق العام للحفل، والأستاذ يوسف المحمدي نائب رئيس مجلس الحي، ودينمو النجاح الذي يعمل بكل الاتجاهات.

كل فرد شارك بهذا النجاح، وكان جمال الحفل أن كلاً أحضر من منزله طبقاً وقهوة وتمراً، لتكون سفرة رمضان لحي الدفاع الخامس متميزة بأطباق سيدات أهل الحي، ومشاركتهم بأجر إفطار الصائمين.