Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عجب

فعلاً.. رامز جاب من الآخر!

A A
رغم خفة الدم الفطرية التي يتمتع بها الممثل (رامز جلال)، إلا أنه لم يستهلك فقط برنامج المقالب الذي يقدمه حتى أوصله لقاع البزرنة والطفلنة، بل قدم هذا الموسم فكرة مقززة، والمصيبة أن معظم الضيوف والمشاهدين لم يدركوا بعد مغزى فكرته، وهي: احتجاز الضيف بغرفة ضيقة تشبه (التواليت)، ثم يشد (السيفون) عليه، فيتدلى من ماسورة مجاري ينساب منها مياه عكرة، حتى يصطدم في (غرفة التفتيش) بالضيف الآخر، قبل أن يقحمهما في بركة (البيارة) الآسنة والنتنة!!

لقد أعمت العروض المادية الكبيرة، ضيوف برنامج (رامز جاب من الآخر)، فنحوا كرامتهم جانباً، واتفقوا مسبقاً على خوض المقالب الخطرة والمذلة، والدليل أنهم فنانون وفنانات، مصريون وغير مصريين، شباب وعجائز، يأتون وهم مستعدون للمقالب بارتدائهم أطقم شبابية شبه موحدة: بدلة سبورت، بنطلون جينز أو استرتش، بوت رياضة، بينما لو عدت للقاءاتهم الحوارية التلفزيونية الماضية، تجدهم يرتدون أحدث صيحات الأزياء العصرية!!

طبعاً الضيف، يتفق على المقلب بعمومه دون تفاصيله، للحفاظ على ردة فعله (الرياكشن) وإضفاء نوع من المصداقية، لذلك رأينا: من امتعض ورفض ترديد كلمة السر (الكلون في السيفون)، من استحى من النهوض بعد انزلاقه بسبب الوساخة العالقة بمؤخرته، من استنكرت تعمد توجيه البندقية للمنطقة الحرجة، من راعتها الريحة الكريهة المنبعثة من الكبسولة والبحيرة، من تفاجأ بوجود عدوه اللدود أمامه وبات مضطراً لمسايرته ومجاملته!!

طبعاً صناع العمل، أضافوا كنوع من التموية بعض الفقرات الخارجة عن سياق (شبكة المجاري) حتى يتوهوا الضيوف ويتجنبوا الآراء العامة الغاضبة، كفقرة التمساح، والنعامة، وإعصار الكمبرسون، وقد نجحوا، لدرجة أن من تقدموا بشكاوى أو تذمروا باللقاءات الإعلامية، كانوا مستائين فقط: من تعليقات المقدم الساخرة، من الإصابات البالغة، من إكراههم ليمضوا إذاعة الحلقة، لكن ولا واحد أتى بذكر الإساءة المعنوية والأدبية التي أهدرت آدميته وكرامته!!

لقد ازكمت أنوفنا، واعمت أبصارنا، الفكرة المعفنة لبرنامج (رامز جاب من الآخر)، فضلاً عن كونها انتهاك صارخ لمواثيق شرف المهن التمثيلية، وقوانين الإعلام المرئية والمسموعة، وحقوق الإنسان المحلية والدولية!!

لذلك أناشد الجهة المسؤولة، بوقف عرض برنامج (رامز جاب من الآخر)، وإحالة مقدمه لمصحة نفسية للكشف على سلامة قواه العقلية، فإن ثبتت سيكوباتيته -وهو المرجح- يعفى من العقوبة ويكتفى بتجريده من صفته الإعلامية، وإن ثبت أنه إنسان طبيعي مدرك لأفعاله، يجب عليه أن يخرج بكل شجاعة، ويعتذر لضيوفه وجمهوره، على هذه السقطة الفاضحة والمخزية، التي جعلتنا نصدح بكل أسف وحيرة: (فعلاً؛ رامز جاب من الآخر)!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store