Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

عيِّدوا الجميع.. العيد فرحة

A A
لا شكَّ أنَّ الأعيادَ هِي جمالُ الحياةِ وفرحتُهَا.. وقدْ شرعَ اللهُ بالإسلامِ عيدَين، عيدَ الفطرِ المبارك، وعيدَ الأضحَى المبارك..

للعيدِ فرحةٌ عندَ الكبارِ بالفطرِ المباركِ، بأنَّ اللهَ أنعمَ عليهِم بتمامِ الصِّيامِ.. أمَّا الأطفالُ فينتظرُون العيدَ؛ لأنَّه فرحتهُم وكمالُ بهجتِهم..

أتذكَّرُ أعيادَنَا ونحنُ صغارٌ، وأتذكَّرُ انتظارَنَا لمَن نذهبُ، ومَن يُعطينَا العيديَّةَ.. ذاكرةُ الطِّفلِ لا تَنسَى الأحداثَ معَ الزَّمنِ، بلْ هِي ذكرياتٌ تتجدَّدُ، مع مَن صاحبِ العيديَّةِ الأكبرِ والأجملِ..

البعضُ يشاركُ الأطفالَ فرحتَهُم، ولديهِ القدرةُ الماليَّةُ لفعلِ ذلكَ، والبعضُ ربَّما مصاريفُ العيدِ تشقُّ عليهِ، ولكنَّه يجعلُ لعيديَّةِ الأطفالِ ميزانيَّةً ولو قليلةً، المهمُّ أنْ يكونَ لديهِ عنوانٌ للفرحِ، والطفلُ يفرحُ بكلِّ شيءٍ..

والبعضُ لديهِ القدرةُ لإدخالِ الفرحِ والسرورِ على قلوبِ الأطفالِ، ولكنَّه لا يفعلُ ذلكَ، ربَّما طَبْع، وربَّما يرَى في العيديَّةِ نظرةً أُخْرى تجعلهُ جامدًا، وهُو في عزِّ الفرحِ..

هناكَ أيضًا الخدمُ بالبيوتِ، وغيرهُم من المقيمِين، يجبُ أنْ نُشعرَهم بقيمةِ العيدِ، فلا تنسوهُم.. فهُم يستحقُّونَ فرحًا يُعيد إليهم بهجةَ العيدِ، بعيدًا عن أبنائِهم..

عندما كنتُ صغيراً، كنا نصلي مع أبي صلاة العيد بالمسجد النبوي الشريف، ثم نتجه لابن عمومتنا العم مصلح المرواني -يرحمه الله- لتناول فطور العيد في منزله، الذي كان بجوار المسجد النبوي، وكان عنواناً للرجل الطيب صاحب الابتسامة، مرحباً بالجميع، والأهم عندنا «ريال» العم مصلح، فكنا نسميه «بخشيش العيد»، كان الريال يساوي -بلغة اليوم- قبل خمسين سنة؛ مئة ريال، وظللنا على ذلك أطفالًا، وكبرنا، وأصبح لدينا أبناءً، وكنَّا نذهبُ بهِم للعمِّ مصلحٍ لفطورِ العيدِ، تُوفي -رحمه الله- قبلَ عدَّةِ سنواتٍ، ومازلنَا نترحَّمُ عليهِ في كلِّ عيدٍ ونتذكَّرهُ.

*خاتمة:

الأطفالُ بهجةُ العيدِ، وأيضًا الكبارُ ممَّن لازالُوا على مقاعدِ الدراسةِ، كلٌّ عيديَّته على قدرِ عمرهِ، فاجعلُوا العيدَ بهجةً وفرحةً وذكرى طوالَ العمرِ، فالحياةُ تمضِي، وتبقَى الذِّكرياتُ الحلوةُ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store