Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح عبدالله المسلّم

انتبهوا.. ظاهرة خطيرة!!

A A
تتسارعُ «الأيامُ»، وتتسابقُ ثوانيهَا، ولا ندركُ أهميَّتهَا وثمنَهَا إلَّا بعدَ فواتِ الأوانِ، وكثيرٌ منَّا ينشغلُ وينسَى أشياءَ كثيرةً ومهمَّةً؛ بسببِ تراكمِ الأشياءِ والمهامِّ.. وبسببِ توزيعِ الوقتِ وسرعتهِ، ورغبتنَا بالإنجازِ.. لنلاحقَ «الأزمنةَ»، وتختلطُ علينَا الأمورُ، وتتزاحمُ المتطلَّباتُ، وننسَى من خلالِهَا الواجباتِ!.

ومن أهمِّ الواجباتِ التِي يجبُ أنْ لا تفارقنَا، ولَا نتخلَّى عنهَا مهمَا كلَّفنَا الأمرُ، ومهمَا أصبحَ لدينَا من مشاغلَ وانشغالاتٍ، هي «التَّواصل»، (العلاقات الإنسانيَّة)، الواجبُ الأساسُ في الحياةِ.. وأنْ لا نتواصلَ فقطْ في الأعيادِ والمناسباتِ -والتِي هِي ضروريَّةٌ-، ولكنْ يُفترضُ أنْ يكونَ هناكَ تواصلٌ أسبوعيٌّ، أو شهريٌّ مع الأحبَّةِ والأصدقاءِ، والأقاربِ والزملاءِ، ولا مانعَ من الرسائلِ في هذهِ الحالاتِ.

ولكنْ.. (وأجزمُ أنَّكُم تتفِّقُون مَعي مئة بالمئةِ)، لا تكونُ الرسائلُ في الأعيادِ والزَّواجاتِ والعزاءاتِ، -أيِّ في المناسباتِ المهمَّة جدًّا-، فالحضورُ مهمٌّ، و»الاتِّصالُ» مهمٌّ، و»سماعُ الأصواتِ» مهمٌّ جدًّا.. بحيث لا تكونُ التقنيةُ تعطيلًا للعلاقاتِ الإنسانيَّةِ، ولا تكونُ التقنيةُ مخرجًا للهروبِ من التَّواصلِ والاتِّصالِ.. جميلٌ جدًّا أنْ أشعرَ بكَ وأشعرَ بحرارةِ الاتِّصالِ، وأنْ أطمئنَ عليكَ وعلى صوتِكَ، وأنْ أتلقَّى منكَ اتِّصالًا.. هنَا أدركُ معنَى العلاقةَ بيننَا، وأدركُ قيمتِي وأهميتِي عندكَ، ومكانتِي بقلبِكَ، فلستُ شخصًا عاديًّا عابرًا، يكفينِي منكَ رسالةٌ فقطْ!!.

أتمنى أنْ لا تكون الرسائل فقط هي من نبعثها للأحبة والأصدقاء، ولا تكون المعايدة نسخة مكررة، من تصميم و»رسالة جماعية»، فنفقد (حرارة العيد) ومظاهره، ونفقد العلاقات الإنسانية بتلك الرسالة التي ربما نسي صاحبها أنْ (يزيل) اسم مرسلها، فبعثها بضغطة زر إلى الأصدقاء، فاحترقت التهنئة والعيد!!.

أجزمُ أنَّكُم تتفَّقُون معي بأهميَّةِ التَّواصلِ والاتِّصالِ، وسماعِ أصواتِ بعضنَا بعضًا، وأنْ نتبادلَ الزياراتِ في المناسباتِ المهمَّةِ، وأنْ نتشاركَ الفرحَ والحزنَ، وأنْ لا تكونَ التقنيةُ وسيلةً للابتعادِ، ووسيلةً لخلقِ الأعذارِ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store