Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

يا حظَّنَا بسلمان

A A
قبلَ شهرِ الخيرِ (رمضانَ المبارك) بشهرَين تقريبًا، مُنِحت الثقةُ الملكيَّةُ بالأميرِ سلمانَ بن سلطان، لتولِّي إمارةِ منطقةِ المدينةِ المنوَّرة.

ماذا بعد؟.

من الصعبِ إحصاءُ كلِّ أعمالِ الأميرِ الشابِّ الذي يُسابقُ الزَّمنِ، لتكونَ المدينةُ وأهلهَا وزوَّارهَا ومحافظاتهَا وقراهَا ومراكزهَا؛ الأجملَ بينَ كلِّ الأماكنِ.

فبعدَ عدَّةِ أيامٍ من دوامِ سموِّه بمكتبهِ، استقبلَ المهنئِين والمواطنِين واستمعَ إليهم، وزارَ كلَّ الأماكنِ تقريبًا قبلَ شهرِ الخيرِ، لم يتركْ محافظةً، ومن ثمَّ المراكزَ في طريقِ سموِّه إلَّا زارَهَا، وتفقَّد احتياجاتِها، ووقفَ على كلِّ أنواعِ الخدماتِ التي تصلهَا.

ذهبَ بنفسهِ للشيخِ الكبيرِ، وقابلَ الشابَّ بابتسامتهِ المعهودةِ، وداعبَ الطفلَ بكلِّ حنانٍ، وكانَ ابن سلطان الخيرِ يُعيدُ سيرةَ التاريخِ من جديدٍ لسلطان الخيرِ.. تشابُه بالأدوارِ بكلِّ أريحيَّةٍ وبدونِ تكلُّفٍ.. إنَّه سلطانُ الخيرِ يعودُ، لتعودَ معهُ ابتسامةُ الأيتامِ، وسعادةُ أبناءِ شهداءِ الواجبِ، ويشعرُ المواطنُ بقيمتهِ، فهو يستمعُ للجميعِ، ويُوجِّهُ لكلِّ خيرٍ، وبكلِّ الإمكانيَّاتِ.. الجميعُ يُدركُ قيمةَ تلكَ الثقةِ، ويعملُ بكلِّ جدٍّ لتنفيذِ تطلُّعاتِ الأميرِ لخدمةِ المدينةِ وزوَّار المسجدِ النبويِّ الشريفِ، لتأديةِ شعائرهم بكلِّ راحةٍ واطمئنانٍ.

انتهى موسمُ رمضانَ بنجاحٍ أمنيٍّ وتنظيميٍّ رائعٍ بجهودِ رجالِ أمننَا بشرطةِ المنطقةِ، وقائدهَا اللواء يوسف الزهراني.

وأمن الحجِّ والعُمرة، والمرور وبقيَّة الأجهزةِ.. انتهَى رمضانُ وفي كلِّ يومٍ كانَ الأميرُ -حفظه الله- حاضرًا، يتفقَّد سيرَ العملِ.

ورغمَ أنَّ الحرمَ النبويَّ كانَ النقطةَ الرئيسةَ لاهتمامِ سموِّه، ولكنَّ ذلكَ لمْ يمنعهُ من الإفطارِ مع رجالِ الأمنِ في يومٍ، ومع أئمةِ الحرمِ في يومٍ آخرَ، وكرَّم حفظةَ كتابِ اللهِ، ومسحَ على أبناءِ المدينةِ اليتامَى، وقابلَ أبناءَ الشهداءِ.. هذَا غيضٌ من فيضٍ.

الأمير سلمان بن سلطان نموذجٌ وقدوةٌ؛ لابدَّ أن يحتذي به كافة مديري الإدارات الحكومية بالمدينة، فكلنا يلاحظ نشاط أميرنا بالزيارات الميدانية، وتوجيهه بتسهيل أمور المواطنين، فقد منح سموه لكل مسؤولٍ أسلوب العمل الميدانيِّ الهام، بالوقوف على المعوقاتِ ميدانياً.

ففي ليلة السابع والعشرين كان سموه موجودًا بغرفة العمليات الأمنية للحرم النبوي الشريف، يتابع ويستمع ويُوجِّه، لتسهيل مهمة الحشود بصلاة التراويح والتهجد.. وكان النجاح باهرًا وملحوظًا من الجميع.

أمير ليس لعملهِ حدود أو وقتٍ بعينه منذ قدومه.. ساعات عمل تفوق المعقول من أجل المدينة المنورة، وأهلها وزائريها.

* خاتمة:

هي جيناتٌ زرعهَا اللهُ في دمِ الأميرِ الشابِّ.. كيفَ لَا وهُو ابنُ سلطان الخيرِ، فعندمَا تراهُ تتذكَّر كلَّ شيءٍ يُذكِّركَ بالأميرِ سلطان بن عبدالعزيز -يرحمه الله- الابتسامةِ الطيبةِ.. التعاملِ الحسنِ، خاصَّةً مع الأيتامِ والأطفالِ.. نفسُ الحنانِ.. نفسُ النظراتِ.. نفسُ الشبهِ.. وكأنَّ سلطانَ الخيرِ ما زالَ باقيًا بيننَا.. وصدقت العربُ عندمَا قالتْ: (مَن خلَّفَ مَا مَاتَ).

ماذَا بَقِي؟.. نقولُ للمدينةِ المنوَّرةِ ونحنُ من أبنائِهَا.. يَا حظَّنَا بسلمانَ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store