Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رجل الأمن يصنع الدهشة

رجل الأمن يصنع الدهشة

A A
أوردت العربيَّةُ في موقعها على الإنترنت في 8 يناير 2024، مقتطفاتٍ من حديثِ معالي وزيرِ الحجِّ والعُمرة في معرضِ ومؤتمرِ خدماتِ الحجِّ والعُمرة 2024، والذي أكَّد ارتفاعَ عدد المعتمرين من خارجِ المملكةِ إلى 13 مليونًا و550 ألفَ معتمرٍ خلال هذا العام، وهو أكبرُ ارتفاعٍ في تاريخِ المعتمرين من خارجِ المملكةِ، وهذَا بفضلِ اللهِ ثمَّ التسهيلات التي قدَّمتها حكومةُ المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ للمسلمِين في كل مكانٍ، ولكَ أنْ تتخيَّل حجمَ العملِ الجبَّار في تنظيمِ وإدارةِ هذه الحشودِ المليونيَّة طوال العامِ، وفي منطقةٍ محدودةٍ لضمانِ سلامتهم أوَّلًا، وتسهيل أداءِ عباداتهم في جوٍّ روحانيٍّ يتَّسم بالخشوعِ والطمأنينةِ، لا شكَّ أنَّ ذلكَ يحتاجُ إلى جيشٍ ذي كفاءةٍ واحترافيَّةٍ في إدارة وتنظيمِ هذه الحشودِ والتعاملِ بمهنيَّةِ عاليةٍ مع مختلفِ الظروفِ والمتغيراتِ، وهنا يبرزُ الدورُ الكبيرُ لرجلِ الأمنِ السعوديِّ وقدرته الفائقة على القيامِ بهذه المهمَّةِ بكلِّ كفاءةٍ واقتدارٍ، من خلالِ تقديمِ خدماتٍ ودعمٍ لضيوفِ الرحمنِ بطرقٍ احترافيَّةٍ ومميَّزةٍ رغمَ الحشودِ الكبيرةِ واختلافِ اللغاتِ والثقافاتِ، وهي حالةٌ تستحقُّ التوقُّف عندهَا ودراسة أهمِّ الدوافعِ التي أدَّت إلى تميُّز رجلِ الأمنِ في أداءِ هذه المهامِّ فائقةِ التعقيدِ بجودةٍ عاليةٍ إلى حدِّ الدهشةِ، وأرى أنَّ هناكَ ثلاثة دوافع رئيسة جعلتْ من رجلِ الأمنِ نموذجًا للإنسانيَّةِ في إدارةِ وتنظيمِ هذه الحشودِ باللطفِ واللينِ والأداءِ المتميَّزِ هي: دافعٌ دينيٌّ، ودافعٌ وطنيٌّ، ودافعٌ أخلاقيٌّ.

فالدافعُ الدينيُّ تجذَّر منذ بعثةِ رسولنَا الكريمِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- في مكَّة المكرَّمة، ودخولِ النَّاسِ في دينِ اللهِ أفواجًا، وتوارثِ الأجيالِ جيلًا بعدَ جيلٍ تعاليمَ الدِّينِ الإسلاميِّ وقيمهِ وسماحتهِ حتى يومنَا هذَا، إلى جانبِ استشعارِ أبناءِ هذا الوطنِ العظيمِ لمكانةِ وطنهِم كونهُ مهبطَ الرسالاتِ وحاضنَ المقدساتِ، دستورهُ القرآنُ الكريمُ والسُّنَّةُ المطهَّرةُ، تهوي إليهِ أفئدةُ أكثرِ من مليارَي مسلمٍ يشكلِّون أكثرَ من ربعِ سكَّانِ كوكب الأرضِ، وكلَّ هذا انعكسَ أثرُه على التزامِ أبنائهِ بالمبادىءِ والقيمِ الإسلاميَّةِ التي تعتبرُ أنَّ خدمةَ ضيوفِ الرحمنِ ومساعدتهم من القرباتِ التي يتقربُون بهَا إلى اللهِ، ولذلكَ تجدُ الجميعَ يسعَى بكلِّ همَّةٍ وعزيمةٍ إلى تقديمِ هذه الخدمةِ؛ طلبًا للأجرِ والثوابِ من اللهِ.

أمَّا الدافعُ الوطنيُّ فمن المعروفِ أنَّ شعبَ المملكةِ يمتازُ بانتمائهِ القوي لوطنِهِ وقيادتِهِ، وذلكَ لمَا يحظَى بهِ هذا الوطنُ من مكانةٍ مقدَّسةٍ، وما تتمتَّع به قيادتهُ الرشيدةُ من حكمةٍ وعدلٍ وحرصٍ على أمنِ واستقرارِ ورفاهِ كل مواطنٍ ومقيمٍ.

والدافعُ الأخلاقيُّ دافعٌ متجذرٌ في شعبِ المملكةِ، فهم يتمتَّعُون بالالتزامِ بالقيمِ العربيَّةِ الأصيلةِ مثل الكرمِ، وحُسنِ الخُلقِ، والحلمِ، والشجاعةِ.. فهذهِ القيمُ تُعتبرُ من النبلِ والشرفِ العظيمِ الذي لا تنازلَ عنهُ وفقَ الثقافةِ البدويَّةِ الأصيلةِ التي يعتزُّ بها كلُّ مواطنٍ سعوديٍّ، ويلمسُ هذا كلُّ زوَّار السعوديَّةِ.

إنَّ دافعًَا واحدًا من هذه الدوافعِ كفيلٌ بأنْ يحفِّز صاحبهُ إلى السَّعي نحو تجويدِ الأداءِ، فما بالك بثلاثة دوافعٍ رئيسةٍ مجتمعة إلى جانبِ المهاراتِ المهنيَّةِ التي يتحلَّى بها رجلُ الأمنِ، كل ذلك انعكسَ بشكلٍ كبيرٍ على جودةِ واحترافيَّةِ أداءِ رجلِ الأمنِ، حتَّى أصبحَ مثارَ إعجابِ ودهشةِ الزوَّار، بل وإعجابِ العالمِ بهذَا النموذجِ الفريدِ، فما تتناقلهُ القنواتُ الفضائيَّةُ لبعضِ اللقطاتِ العفويَّةِ التي يتعاملُ بها رجالُ الأمنِ مع قاصدي الحَرمين الشَّريفين تستحقُّ أنْ تكونَ نماذجَ تُدرَّس كمهاراتٍ احترافيَّةٍ للتعاملِ مع الحشودِ وإدارتهَا، علمًا أنَّ هناكَ جيشًا آخرَ من رجالِ الأمنِ خلفَ شاشاتِ المراقبةِ والأنظمةِ التقنيةِ التي تراقبُ كلَّ مترٍ مربعٍ خلال 24 ساعةً، وتتعامل مع التقنيةِ وما توفرهُ الأنظمةُ من معلوماتٍ مهمَّةٍ تساهمُ في توجيهِ العملِ الميدانيِّ بشكلٍ دقيقٍ، إنَّهم يعملُون في الخفاءِ، ويتكاملُون مع زملائِهم في الميدانِ، ومع الأجهزةِ الأُخْرى لتكونَ تجربةُ المعتمرِ مدهشةً بكلِّ تفاصيلهَا.

شكرًا رجالَ أمننَا الشرفاءَ على كلِّ ما تقومُون به من عملٍ جليلٍ، وعلى الرسالةِ التي قُدِّمت للعالمِ عبرَ لقطاتِ القنواتِ الفضائيَّةِ والتي أكَّدت أنَّ المملكةَ العربيَّةَ السعوديَّة وطنُ حضارةٍ ورقيٍّ وإنسانيَّةٍ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store