كما أوصى الملتقى بالإقرار بأن التراث منتج متكامل لا يقبل التقسيم أو الحذف بسبب اختلاف الأزمنة أو الأديان أو طبيعة الدول والنظر إلى أنه تراكم أنتجته بيئات بعينها تبعت للظروف نفسها، ومراجعة المشهد الحضري ومحاولة إخضاعه إلى تجانس يظهر الجانب التراثي للمنطقة بما يكرس هويتها، ودعم التوجه إلى إنتاج معمار مثقف مطلع على التراث وواسع الأفق ويحمل قوة الحجة في حواراته ولا يكتفي بما تلقاه من علم دراسي ، إضافة إلى إرساء مؤسسات تأخذ على عاتقها مهام الترميم من خلال منظومة تعليمية مختصة تعتمد عنصر الشباب أصحاب الاهتمام.
وأكد المشاركون في ملتقي العمران بالباحة على أن البناء بالمواد الطبيعية يشكل فرصة لخلق قاعدة معرفية والإسهام بشكل فاعل في بناء اقتصاد محلي مستدام وخاصة في المناطق الريفية ، وأن استعادة الصلة بتقاليد البناء المحلية تعد ركيزة أساسية في الحفاظ على التراث المعماري للمنطقة بما يبقيه حيًا كما كان في السابق جزءًا من نمط حياة متكامل ، و يسهم تعدد تجارب إحياء البناء بالمواد الطبيعية في زيادة كفاءة تنفيذها واستدامة توفرها ، وأن تجربة العمل في المشروع ضمن إطار تقاليد البناء المحلية لا يزال قادرًا على تقديم نماذج تتكيف مع متطلبات الحياة المعاصرة مع الحفاظ على استمرارية جوهر هذه التقاليد في الوقت ذاته.