Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح عبدالله المسلّم

الإدارة العامَّة للمرور.. وأنسنة المدن

A A
تعانِي معظمُ دولِ العالمِ من اختناقاتٍ مروريَّةٍ وازدحامٍ شديدٍ، خاصَّةً أوقاتَ الذروةِ، ومَا من مدينةٍ عالميَّةٍ تكتظُّ بالسكَّانِ إلَّا وتعانِي من اختناقاتٍ مروريَّةٍ، ويتذمَّر الغالبيةُ -إنْ لمْ يكنْ الكل- من هذهِ المعضلةِ..!

ولكنَّ السؤالَ هنَا وهُو «مربطُ الفرسِ»: هلْ المرورُ يساعدُ في الحلولِ، أمْ أنَّهُ جزءٌ من المشكلةِ؟.

لندن، وباريس، ونيويورك، أكثرُ مدنِ العالمِ ازدحامًا، وأكثرهَا سكَّانًا، ولكنَّ الغالبيةَ يرَى أنَّها أكثرُ تنظيمًا، وأقلُّ اختناقاتٍ، فهلْ مدننَا تعانِي من سوءِ تنظيمِ في المرورِ.. أمْ أنَّ العمليَّةَ «منظومةٌ متكاملةٌ» ومترابطةٌ تتداخلُ فيها الأماناتُ والبلدياتُ والنقلُ والمشروعاتُ وغيرها من الأسبابِ؟ ومَا المرورُ إلَّا جزءٌ من هذهِ المنظومةِ؟.

وهلْ هناكَ خططٌ وإستراتيجيَّاتٌ لدَى الإدارةِ العامَّةِ للمرورِ لفكِّ هذهِ الاختناقاتِ؟

وهلْ هناكَ دراساتٌ كانتْ متوفرةً وتمَّ العملُ عليهَا لتفادِي هذهِ الاختناقاتِ؟ بمعنى: هلْ المرورُ بعيدٌ عن المنظومةِ، أمْ أنَّه لا يعلمُ أنَّ هناكَ حفريَّاتٍ، وزيادةً في عمليَّاتِ الاستيعابِ في الطُّرقاتِ وزيادةَ أعدادِ السيَّارات؟ هلْ هُو على علمٍ بهذهِ التنميةِ، أمْ لمْ يضعْ منهجيَّةً للمستقبلِ؟!.

نريدُ أنْ نعرفَ مَا هِي الخططُ المقبلةُ؟ ومَا هِي الدراساتُ التي وضعتهَا الإدارةُ العامَّةُ للمرورِ؛ لتجعلَ مدننَا تدخلُ فيمَا نسمِّيه بـ(أنسنةِ المدنِ؟).

نرَى أحيانًا أنَّ المرورَ جزءٌ من المشكلةِ، وأنَّه لمْ يضعْ في اعتبارهِ أنَّ هناكَ زياداتٍ في السكَّانِ والمشروعات، وأعدادِ الشركاتِ والسيَّاراتِ!!.

ونرَى -غالبًا- أنَّ المرورَ لديه حلولٌ «بنادوليَّةٌ» مؤقَّتةٌ لأزماتٍ تطرأُ فقطْ، وليسَ لديهِ حلولٌ جذريَّةٌ!!.

ونرَى في كثيرٍ من شوارعِنَا أنَّ المشكلةَ أساسًا تنبعُ من المرورِ نفسِهِ، كونَهُ أغلقَ طريقًا أو دوَّارًا، أو وضعَ سياراتِهِ بأماكنَ ليستْ في محلِّهَا، وليستْ مناسبةً لفكِّ الاختناقاتِ، بلْ زادتهَا.

فهل تتكرم علينا الإدارة العامة للمرور، بإيضاح خططها وإستراتيجياتها لما نعانيه يومياً في شوارعنا؟ وهل توضح لنا مدى تنسيقها مع الجهات الأخرى المعنية بالمشروعات والحفريات والطرقات؛ لنتمكن معها من وضع الحلول المناسبة، وننظر بعين الشكر والامتنان لها لجهودها التي لا ننكرها؟.

نعلمُ أنَّ المرورَ يقومُ بمجهودٍ جبَّارٍ وكبيرٍ، وأنَّ رجالاتِهِ متعاونُونَ إلى أقصى درجةٍ، ولكنَّنَا أمامَ «أنسنةِ مدنٍ».

نريدُ الحلولَ والإجاباتِ لتسيرَ مدننَا في سياقِ التنميةِ الصحيحِ، وأنْ لا نقضِي ساعاتٍ طوالًا في مشوارٍ واحدٍ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store