ومع رحلةِ التَّشويقِ والجمالِ، نتوقَّفُ مع مشروعِ (بورتا جدَّة) على طريقِ الملكِ عبدالعزيز، والذي يُشكِّلُ وجهةً سياحيَّةً وتجاريَّةً ضخمةً، بتصاميمَ خلَّابةٍ، مستلهمة من التُّراثِ الثقافيِّ للمدينةِ، حيثُ يضمُّ مجموعةً واسعةً من المطاعمِ والمقاهِي والمرافقِ الترفيهيَّةِ ودورِ السِّينما، وعددٍ من المتاجرِ الكُبْرى، وليتزيَّن مشهدُ هذا المشروعِ بفندقِ كانوبي باي هيلتون العالميِّ.
ولخوضِ تجربةٍ بتفاصيلَ فريدةٍ من نوعِهَا، يبرزُ متحفُ (تيم لاب بوردرليس) الفنِّيُّ الرَّقميُّ، الذي يُشكِّلُ نقلةً نوعيَّةً في عالمِ الفنِّ والتكنولوجيَا، حيثُ يقدِّمُ لمرتاديِهِ تجربةً مختلفةً باستخدامِ تقنياتٍ حديثةٍ، تُحاكِي متحفَيه الرئيسَينِ في طوكيو وشانغهاي، إذْ يحتوِي على أعمالٍ حصريَّةٍ مذهلةٍ، لفنانِينَ ومبرمجِينَ ومهندسِينَ ورسَّامِي رسومٍ متحرِّكةٍ، مع قسمٍ خاصٍّ بالأطفالِ، يُقدِّمُ رحلةً فريدةً تجمعُ العلومَ بالفنونِ في مزيجٍ إبداعيٍّ.
وحتَّى نطلَّ على ذلكَ المشهدِ الجماليِّ، لا بُدَّ أنْ نتوقَّفَ عندَ برجِ جدَّة، الذِي ينتصبُ في مدينةِ جدَّة الاقتصاديَّةِ الممتدَّةِ على مساحةِ 5 كم2، وهو برجٌ شاهقٌ بارتفاعِ 1 كم، وبأكثرِ من 200 طابقٍ، ويكمنُ سرُّ جمالِهِ في شكلِهِ الثلاثيِّ المستوحَى من أوراقِ النباتاتِ الصحراويَّةِ، وهو سيكونُ أحدَ محرِّكاتِ النموِّ الاقتصاديِّ بمَا سيُضيفهُ من دخلٍ، يُقدَّر بـ47 مليارَ ريالٍ.
كمَا يبرزُ من أهمِّ المشروعاتِ المرتقبةِ، مشروعُ مترو جدَّة، الذِي يغطِّي المدينةَ بكاملِهَا، من خلالِ 80 محطَّةً، بطول 160 كم، ويُشكِّلُ جزءًا من مشروعِ النَّقلِ الذِي يستهدفُ الارتقاءَ بتجاربِ السَّفر، بالتَّوازِي معَ نظامِ (ترام كورنيش) بخطوطهِ الثَّلاثةِ، من خلالِ 15 محطَّةً بطولِ 15 كم.
وعلى ساحلِ البحرِ الأحمرِ قرب حلبةِ الفورمولَا والمطارِ الدوليِّ، يسطعُ نجمُ مشروعِ (جدَّة كوف) السِّياحيِّ التِّجاريِّ التَّرفيهيِّ، الذِي ترتسمُ جماليَّاتُهُ من خلالِ بحيرةٍ مساحتُهَا 51 ألفَ م2، مع نافورةٍ راقصةٍ تسرُّ النَّاظرِينَ، وهو مشروعٌ يحملُ رؤيةً استثنائيَّةً تلبِّي متطلَّباتِ السيَّاح والمواطنِينَ.
لننتقلَ بعدَهَا إلى مدينةِ المطارِ، هذهِ الوجهةُ المزدهرةُ الممتدَّةُ على مساحةِ مليونَي م2، ستُشكِّل مجتمعًا سكنيًّا مميَّزًا، وتضمُّ مركزَ أعمالٍ، ومركزَ معارضٍ، ومرافقَ إقامةٍ، ومنطقةَ ترفيهٍ، ومركزَ لايف ستايل.
وتزدانُ بانورامَا المشروعاتِ في مدينةِ جدَّة بمشروعِ البحرِ الأحمرِ، الذي يُمثِّلُ وجهةً فاخرةً ومستدامةً، نستحضرُ معهَا لوحاتٍ جماليَّةً من جزرِ المالديفِ، حيثُ يمتدُّ المشروعُ على مساحةٍ شاطئيَّةٍ كبيرةٍ، ويضمُّ العديدَ من الجزرِ الغنيَّةِ بمختلفِ أشكالِ الحياةِ البحريَّةِ المحاطةِ بسلسلةٍ جبليَّةٍ، تلبِّي متطلَّباتِ محبِّي العطلاتِ الشاطئيَّةِ. ويقدِّمُ هذا المشروعُ معاييرَ جديدةً للسَّفرِ الفاخرِ، تجعلُ منهُ وجهةً سياحيَّةً مُستدامةً، حيثُ الالتزامُ بالحفاظِ على البيئةِ البحريَّةِ وتحقيقِ الحيادِ الكربونيِّ.
إنَّ الجهودَ المبذولةَ لتطويرِ جدَّة وأنسنتهَا ضمنَ منظومةِ التَّطويرِ الشَّاملِ لمدنِ المملكةِ، تُفسِّرُ أبعادَ الترتيباتِ المبذولةِ لهذَا التَّطويرِ، ولعلَّ مَا أقرَّتهُ هيئةُ تطويرِ جدَّة -مؤخَّرًا- من ترتيباتٍ تنظيميَّةٍ لخطَّةِ التطويرِ الشَّاملِ لجدَّة في مختلفِ المجالاتِ، يؤكِّدُ الحرصَ على تحقيقِ أهدافِ التَّنميةِ المُستدامةِ.
كمَا أنَّ المشروعاتِ البلديَّةَ التِي تستهدفُ أنسنةَ المدينةِ، ستضيفُ قيمةً سياحيَّةً للعروسِ، من خلالِ ما ستوفِّرهُ من ممكِّناتٍ وفرصٍ استثماريَّةٍ واعدةٍ، خاصَّةً وأنَّ العديدَ من تلكَ المشروعاتِ تسعَى لتحقيقِ جودةِ الحياةِ، وتعزيزِ الصحَّةِ العامَّة، ودعمِ الاستدامةِ البيئيَّةِ.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
