Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل

A A
المواطنُ هُو الهمُّ الأوَّلُ لولاةِ أمورِنَا -حفظهم اللهُ-. وقرارُ مجلسِ الوزراءِ، بتخفيضِ المخالفاتِ المروريَّةِ، مكرمةٌ كُبْرى لمَن تراكمتْ عليهِ المخالفاتُ، حتَّى أنَّ بعضهَا طالَ عنانَ السَّماءِ.

معَ الأسفِ تراكُمُ المخالفاتِ أوجدَ نوعًا من البَلَادةِ وعدمَ الشُّعورِ بالذَّنبِ لدَى البعضِ، فأصبحَ هناكَ أُناسٌ لا يكترثُونَ لأنظمةِ المرورِ، بلْ لسانُ حالِهِم يقولُ: لنْ نستطيعَ سدادَ مَا مضَى، فأهلًا بمَا هُو آتٍ.

القرارُ فرصةٌ؛ لتصحيحِ أوضاعِ مَن تزيدُ مخالفاتُهُ عن الحدِّ، ولكنْ ليسَ فوقَ المعقولِ.

هناكَ أرقامٌ كبيرةٌ، تحتاجُ إلى إعادةِ نظرٍ، وإعادةِ تنظيمٍ، وإيجادِ حلولٍ مبتكرةٍ لعلاجِ هذهِ الظَّاهرةِ. فهناكَ فئاتٌ بوظائفَ رسميَّةٍ قدْ تكونُ حلولُهم بسيطةً؛ لأنَّهم يستطيعُونَ سدادَ المخالفاتِ من خلالِ رواتبِهم، فهذَا مَا جنتهُ أيديهِم، وعليهِم أنْ يتحمَّلُوا وزرَ فعلِهِم.

والفئةُ الثَّانيةُ، ليسَ لديهِم وظيفةٌ رسميَّةٌ، وربَّمَا مخالفاتُهم تعيقُهم عن الالتحاقِ بالوظيفةِ، فهؤلاءِ أتمنَّى إعطاءَهُم مهلةً لسدادِ المخالفاتِ، وعدم ربطِها بالقبولِ فِي أيِّ عملٍ، حيثُ إنَّ هذَا الربطَ يحرمهُم من الحصولِ علَى وظيفةٍ، مثلمَا كانَ هناكَ ربطٌ بينَ إيقافِ الخدماتِ للمواطنِينَ والمديونيَّاتِ، التِي تمَّ حلُّهَا مؤخَّرًا.

والفئةُ الثالثةُ، مَن تجاوزَ عمرُهُ السِّتينَ، وعلَى الضمانِ الاجتماعيِّ، أو ربَّما أقلُّ سنًّا، وأيضًا راتبُه التقاعديُّ يحتاجُ معونةً من الضمانِ. هؤلاءِ أتمنَّى أنْ يتمَّ دفعُ مخالفاتِهِم -إنْ تجاوزت المعقولَ- لمرَّةٍ واحدةٍ من مواردِ الضمانِ الاجتماعيِّ.

كما أتمنى عدم ربط استخراج الرخصة بسداد المخالفات، حيث إنَّ هذا الربط يشكل أحد عوائق الشباب لتأدية مصالح آبائهم وأمهاتهم، فأغلب هؤلاء الشباب يعتمد عليهم أهلهم، ولديهم سيارات خاصة.. وربط استخراج رخصة القيادة بسداد المخالفات يعرقل مصالح تلك الأسر.

في بعضِ أنظمةِ المرورِ لدَى بعضِ الدُّولِ -إنْ تمَّ تسديدُ المخالفةِ خلالَ أسبوعٍ أو شهرٍ- تُخفَّضُ قيمةُ المخالفةِ إلى النِّصفِ، أو بنسبةٍ معيَّنةٍ. أتمنَّى إعطاءَ المخالفِينَ حافزًا للتسديدِ حتَّى لا تتضاعفَ المخالفاتُ.

* خاتمة:

لم تُقصِّر حكومتُنَا الرشيدةُ، فقدْ أعطت المخالفِينَ حافزًا للتَّسديدِ، وخفَّفت عن كاهلِ المواطنِينَ كثيرًا، ويبقَى أنَّ احترامَ المواطنِ لأنظمةِ المرورِ مطلبٌ وواجبٌ، علينَا أنْ نسعَى لزرعهِ في نفوسِ أبنائِنَا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store