Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رحيل الحزنوي.. رجل الدبلوماسية

No Image

A A
قال تبارك وتعالى: ﴿كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام﴾ وقال الله عز وجل: ﴿ولا تدع مع الله إلهاً آخر لا إله إلا هو كل شي هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون﴾.

وقال النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: (إن روح القدس نفث في روعي أن لا تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب) ويقول النبي الكريم (أكثروا من ذكر هادم اللذات يعني الموت).

إن القلم ليعجز واللسان يتلعثم والكلام يقصر في ذكر محاسن سعادة الدكتور علي الحزنوي، كان رجلاً عصامياً بمعنى الكلمة تدرج في دراسته الليلية منذ الابتدائية حتى حصل على البكالريوس والماجستير ثم الدكتوراة في رسالتين دكتوراة في السياسة ودكتوراه في الاقتصاد وهو من منسوبي وزارة الخارجية الموقرة وكان مثلاً رائعاً في تمثيل المملكة حرسها الله تعالى في عدة بلدان منها باكستان والهند واليابان وبنغلاديش واليمن وتركيا ووصل درجة وزير مفوض ثم درجة سفير، وكان بحق يمثل المملكة العربية السعودية في أخلاقه وحسن تصرفه، حيث مثل المملكة في وفدها في الأمم المتحده وكان يتحدث بطلاقة ويجيد عدة لغات، فكان عالماً باحثاً في دوراته متقنناً في إدارته مخلصاً وفياً في عمله فيه الجدية والصراحة وقول كلمة الحق لا تأخذه في الله لومة لائم، رفيعاً في سلوكياته، عرفت عنه كل خير وصدق ووفاء وأمانة، يحب الاجتماعات والنصح ويكره الفرقة آخذ بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (الجماعة رحمة والفرقة عذاب) رفيقاً بأهله وأصدقائة يحنو عليهم ويواسيهم رحمه الله تعالى.

كان رزيناً حصيفاً ورعاً وممن يعبد الله على بصيرة ويُذكِّر وينصح ويرشد ويوجه للخير، كان وفياً في مواعيده صدوقاً في حديثه، ومنها أنه كان له صديق يعتريه النسيان فوعده بالزيارة وعند وصوله الى سكن صديقه لم يجده فكتب له رسالة مختصرة قال فيها إني على يقين أني لن أجدك ولكن وفاء مني بوعدي أتيت إليك وشكراً.

كان تقياً ورعاً عابداً ناسكاً بشوشاً خلوقاً وصولاً يحث على الأخلاق الكريمة، وكان ممن يصل رحمه كما هو معروف عنه، خلوقاً وموحداً يدعو إلى توحيد الله تعالى والاعتصام بكتاب الله والالتزام بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمحافظة على الصلوات والذكر، كان سهلاً ليناً يحث على الصدق وبر الوالدين وصلة الأرحام والأصدقاء والجيران، سباق في ميادين الخير والمساهمة للجمعيات والمشاريع الخيرية وتجد بصمته في أعمال البر والإحسان والصدقات، كان كثير الدعاء والذكر، يحب جيرانه وأقاربه وجماعته والمسلمين عامة ويحنو على الضعفاء والأيتام والأرامل، ويحرص على فعل الخير ويبذل المعروف ويكره الإساءة إلى الآخرين والتجني على الأبرياء، وكان يحب الصالحين ومجالستهم، فصيح في الكلام وصريح في البيان، سريع البديهة فطن حاذق فاضل نزيه كريم مضياف، له زوجة صالحة كان يذكرها بخير ويثني عليها ثناء جميلاً لا تتأفف من خدمته وقائمة على تمريضه ساهرة على راحته آخذة بحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: (من ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة) فجزاه الله وجزاها الجنة، له أولاد وبنات بررة مستقيمين لا يخالفونه في رأي ولا يعصونه في أمر.

رحم الله أبا عبدالعزيز وخالد ومحمد الفاتح واخواتهم وأسكنه فسيح جناته ونسأل الله جل وعلا أن يقدس روحه وينور ضريحه وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يريه مقعده في الجنة صباحاً ومساءً وأن يجعل الخير والبر والبركة والصلاح والتوفيق في ذريته وأحفاده وأسباطه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store