Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

برنجي مع وقف التنفيذ

تعد جريدة عرفات من الصحف الرائدة، وقد رأس تحريرها الأستاذ حسن قزاز- يرحمه الله- وكان الأستاذ عبدالعزيز الرفاعي يسهم بها كمتعاون بعد أن ينهي عمله الرسمي في النيابة العامة وكانت الغرفة التي يعمل فيها تض

A A
تعد جريدة عرفات من الصحف الرائدة، وقد رأس تحريرها الأستاذ حسن قزاز- يرحمه الله- وكان الأستاذ عبدالعزيز الرفاعي يسهم بها كمتعاون بعد أن ينهي عمله الرسمي في النيابة العامة وكانت الغرفة التي يعمل فيها تضم كلاً من الأستاذ محمد علاقي وصالح باخريبة الذي أصبح فيما بعد أحد رواد البحث العلمي في بلادنا ومؤسس معهد البحوث العلمية والاستشارات بجامعة الملك فهد، وقد أخبرني أنه كان مولعاً بالروايات آنذاك وكان يقرأ رواية نجيب محفوظ (في بيتنا رجل)، وكان في القصة مواقف عن دور النيابة العامة في التحقيق مع المجرمين، وفي أحد الأيام اتصل مندوب من النيابة العامة في مكة المكرمة يرغب التحدث مع الأستاذ الرفاعي وأخبره د.صالح بأنه لم يصل بعد إلى مكتب الصحيفة، وعندما وصل الأستاذ الرفاعي - رحمه الله - ظل باخريبة متردداً في إيصال المعلومة التي لا تسر وهو أن الأستاذ الرفاعي مطلوب للنيابة العامة ولم يكن يعلم آنذاك أن النيابة العامة في مصر ليست هي النيابة العامة في مكة وهو مكتب النائب العام في الحجاز الأمير فيصل بن عبدالعزيز ويسمى الجهاز (النيابة العامة). كان الدكتور صالح باخريبة من المتفوقين دراسياً في مراحل الدراسة المختلفة وكان بعض الأساتذة يسندون مهمة متابعة مراقبة طلاب الفصل إلى أفضل الطلاب الذي كان يسمى (برنجي) وهو اسم تركي على ما أعتقد وكان من وظيفة البرنجي تسجيل أسماء الطلاب المشاغبين وقد عهد مدرس الفصل له بهذه المهمة ثم عهد له مدير المدرسة بأن يكون «برنجي» على مستوى المدرسة فيسجل أسماء المشاغبين في الفسحة الصغيرة والفسحة الكبيرة ووقت الحضور ووقت الانصراف وحاول أن يقوم بدور البرنجي بالشكل المطلوب لينال رضا من كلفه بالمهمة إلا أن هذا الأمر أثار سخط زملائه (من المشاغبين) واتفقوا فيما بينهم ، بإعطائه علقة ساخنة وأعقبوها بعلقة أخرى حتى أخذوا منه تعهدًا مكتوبًا بأن يقبل مهمة برنجي دون أن ينفذها ولكن صالح باخريبة لم يسلم من العقوبة حيث علم مدير المدرسة باستسلام البرنجي للمشاغبين فاستدعاه وأعطاه علقة لا تنسى لعدم الوفاء بالمهمة وتوقفه عن تقديم أسماء المشاغبين. وهكذا يعاقب الصادق على صدقه كما يعاقب المصلح من المنضمين إلى تيار الفساد الذي بات واضحا أنه التيار الأقوى وحسبي أن هذا الأمر لن يستمر طويلا في ظل تنامي الإحساس بالمسؤولية وتضييق الفرص على العاملين في حقل الفساد. واختم بحكمة وطرفة: قال الأحنف بن قيس: ثلاثة لا يمكن إنصافهم من ثلاث: شريف من دنيء، وبر من فاجر، وحليم من أحمق، وللدعابة فقط نضيف ثلاثًا: سعودي من سوق الأسهم، عميل من شركات الاتصالات، ومريض من شركات التأمين.فاكس: 026980564Qadis@hotmail.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store