Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«حماس» توافق على الوثيقة المصرية..وإسرائيل تشكك!

«حماس» توافق على الوثيقة المصرية..وإسرائيل تشكك!

زغاريد النصر تنطلق في غزة

A A
في تطور لافت وافقت حركة «حماس» رسمياً على المقترح المصري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال بيان أصدرته الحركة، إن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، أبلغ كلاً من رئيس حكومة قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ومدير المخابرات المصرية عباس كامل، في اتصالين هاتفيين، موافقة حركته على المقترح. ومع إعلان «حماس» انطلقت زغاريد في كل أنحاء القطاع، وعبر غزيون عن فرحهم بإطلاق النار في الهواء. في المقابل شكك الإسرائيليون في رد «حماس»، وقال مصدر مسؤول، إن «حماس» وافقت على ورقة مصرية أحادية الجانب تختلف عن تلك التي وافقت عليها إسرائيل. وأضاف: «سنرد عندما نتسلم الورقة». وقال مسؤولون كبار للقناة 12 إن الحديث يدور عن اقتراح بعيد المدى غير مقبول بالنسبة لإسرائيل. ورأى مصدر في «كابينت الحرب» أن «حماس» تناور وتريد تأخير عملية رفح وتقوم بخدعة تستهدف إظهار إسرائيل كأنها تعرقل الاتفاق. ونقلت «رويترز» عن مسؤول في «حماس»، قوله إن الحركة وافقت على مقترح يفي بعدة مطالب منها وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار وإعادة النازحين واتفاق لتبادل الأسرى، وإن وفداً من الحركة سيزور القاهرة قريباً لبحث اتفاق وقف إطلاق النار والخطوات التالية. وكانت جهات إقليمية ودولية رفيعة حذرت من مخاطر عملية عسكرية في رفح. وأكدت المملكة في بيان لوزارة الخارجية مساء أمس، تحذيرها من مخاطر استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفح ضمن حملتها الدمويّة الممنهجة لاقتحام جميع مناطق قطاع غزة وتهجير سكانه نحو المجهول، وذلك في ظلّ انعدام الملاذات الآمنة بعد الدمار الهائل الذي تسبّبت به آلة الحرب الإسرائيلية. كما أكدت المملكة رفضها القاطع لمواصلة قوات الاحتلال انتهاكاتها السافرة لجميع القرارات الدولية الداعية لوقف هذه المجازر، وانتهاكها القوانين الدولية من دون رادع بما يفاقم الأزمة الإنسانية، ويحدّ من جهود السلام الدولية. وجددت بيان الخارجية السعودية مطالبة المملكة، المجتمع الدولي، بالتدخل فوراً لوقف عمليّات الإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال بحق المدنيّين العُزّل في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وكان الجيش الإسرائيلي قد بدأ أمس في إخلاء «فوري» للأحياء الشرقية في رفح، بأقصى جنوب قطاع غزة، مشيراً إلى أن عدد من سيتم إخلاؤهم، يقدر بنحو 100 ألف شخص. يأتي ذلك في ظل التلويح بشن هجوم بري على المدينة المكتظة بالسكان. من جهتها، اعتبرت حركة حماس أمر الإخلاء من رفح «تطوراً خطيراً وسيكون له تداعياته». وقالت حركة حماس على لسان قيادي كبير أدلى بتصريح لرويترز أن أمر الإخلاء الإسرائيلي من رفح «تطور خطير وسيكون له تداعياته». وأضاف أن «الإدارة الأمريكية تتحمل المسؤولية إلى جانب الاحتلال عن هذا الإرهاب». ولفت الجيش الإسرائيلي إلى أنه قام بتوسعة «المنطقة الإنسانية في المواصي والتي تشمل مستشفيات ميدانية وخيماً وكميات كبيرة من الأغذية والمياه والأدوية وغيرها من الإمدادات»، مؤكداً أنه يسمح بالتعاون مع أطراف دولية «بتوسيع رقعة المساعدات الإنسانية التي يتم إدخالها إلى القطاع». وشدد متحدث باسم الجيش أن عملية الإخلاء هذه ستكون «محدودة النطاق». وأوضح المتحدث خلال إيجاز للصحافيين عبر الإنترنت «بدأنا عملية محدودة النطاق لإخلاء مدنيين بشكل موقت من الجزء الشرقي من رفح»، مضيفاً «هذه عملية محدودة النطاق». ورداً على سؤال بشأن عدد من سيتم إخلاؤهم، قال المتحدث إن «التقديرات هي نحو 100 ألف». وقال شهود في مدينة رفح الواقعة على حدود قطاع غزة مع مصر لوكالة رويترز إن بعض العائلات الفلسطينية تغادر من مناطق شرق المدينة (الاثنين) بعد تلقي أوامر من الجيش الإسرائيلي بالإخلاء. ويذكر أن مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع قرب الحدود مع مصر، بقيت في منأى عن العمليات البرية الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في القطاع الفلسطيني المحاصر في السابع من أكتوبر. لكن المدينة تتعرض غالباً لغارات جوية وقصف مدفعي. ويأتي ذلك فيما تلوّح إسرائيل منذ أسابيع بشن هجوم بري على رفح، حيث كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو القول إن هذا الهجوم ضروري لتحقيق الهدف المعلن لإسرائيل من الحرب في غزة، وهو «القضاء» على حركة حماس. وتضمن بيان للجيش الإسرائيلي أمس أنه «سيواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب، ومنها تفكيك حماس وإعادة جميع المختطفين» الذين احتجزوا خلال الهجوم الذي شنته الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر. وأثارت التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم على رفح، قلقاً دولياً واسعاً في ظل اكتظاظ المدينة بنحو 1,2 مليون شخص، وفق منظمة الصحة العالمية، غالبيتهم نزحوا من مناطق أخرى في القطاع، بحسب الأمم المتحدة. كما أبدت الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل، معارضتها لهجوم على رفح ما لم يقترن بخطط موثوق بها لحماية المدنيين الفلسطينيين. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي إن إسرائيل لم تقدم «خطة موثوقة لتأمين حماية حقيقية للمدنيين» في رفح، محذراً من أنه «في غياب خطة كهذه، لا يمكننا دعم عملية عسكرية كبيرة في رفح، لأن الضرر الذي ستُحدِثه يتجاوز حدود المقبول». وتشكل رفح نقطة العبور البرية الرئيسة للمساعدات الإنسانية الخاضعة لرقابة إسرائيلية صارمة والتي تدخل بكميات ضئيلة لا تكفي إطلاقاً نظراً إلى الاحتياجات الهائلة لسكان القطاع. وحذرت الأمم المتحدة من أن هجوماً على المدينة سيُسدّد «ضربة قاسية» لعمليات إدخال المساعدات الإنسانية. وليل الأحد الاثنين، أعلنت فرق إنقاذ مقتل 16 شخصاً من عائلتين بغارات إسرائيلية برفح، بعد مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين بهجوم استهدف معبر كرم أبو سالم وتبنته حماس. ويأتي ذلك بعد انتهاء اجتماع الأحد في القاهرة بشأن الهدنة بدون إحراز تقدم ملموس، ومن المتوقع أن تستأنف المفاوضات الثلاثاء، في حين تتمسك إسرائيل وحماس بموقفيهما بعد سبعة أشهر من الحرب.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store