Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

العِقد الفريد في بانوراما الفعاليات البيئية

العِقد الفريد في بانوراما الفعاليات البيئية

A A
شهدت الأيام الماضية حزمة من الفعاليات البيئية التي امتزجت مخرجاتها لتصب في بوتقة التنمية الشاملة المنبثقة من رؤية المملكة 2030.

فقد جاء تنظيم "غرفة الشرقية" لفعاليات منتدى الاستثمار البيئي: "استعادة واستدامة"، بهدف تمكين المستثمرين من الوصول إلى الفرص الاستثمارية المتنوعة في المجال البيئي وتعريفهم ببرامج الدعم والتمويل التي تقدمها الدولة للمشروعات البيئية، بُعيد الاحتفاء بأسبوع البيئة الذي بدأ يوم 28 إبريل الماضي، والذي تزامن مع إطلاق المملكة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة حملة الإعلان عن اليوم العالمي للبيئة في الخامس من يونيو المقبل الذي تستضيف المملكة احتفالاته، حيث تقود المملكة مبادرة الأراضي العالمية لمجموعة العشرين التي تم إطلاقها خلال رئاستها للمجموعة عام 2020، الى جانب استضافتها لأكبر مؤتمر للأمم المتحدة بشأن الأراضي والجفاف بالرياض في ديسمبر المقبل (COP 16)، بما يجسد جهود الدولة المستمرة في ظل رؤية المملكة 2030 لتحقيق التنمية البيئية والحفاظ على تنوع واستدامة أنظمتها وتحقيق التوازن فيها، وتقديم الحلول لتدهور الأراضي والجفاف، وبما يعكس دور المملكة المحوري في توجيه الجهود الإيجابية تجاه قضايا البيئة، وتعزيز الاستثمارات الخضراء، وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة ذات الأثر الإيجابي المستدام على البيئة.

تلكم الفعاليات المتسارعة جاءت قُبيل انعقاد الملتقى الوطني للتشجير الذي نظمه بالأمس المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي بهدف التعريف بالبرنامج الوطني للتشجير وتعزيز أدوار القطاعين الحكومي والخاص والقطاع غير الربحي لزراعة 10 مليارات شجرة وفق مبادرة السعودية الخضراء ضمن منظومة من العمل التكاملي بين مختلف القطاعات، تساهم في تحقيق الأهداف الوطنية الطموحة في المجال البيئي.

هذا الاهتمام الاستثنائي بالقطاع البيئي يعكس ما يمثله من أهمية في الحفاظ على الموارد الطبيعية المتجددة، وتحقيق النمو الشامل، وتعزيز الأمن الغذائي، بما ينعكس إيجاباً على جودة الحياة والارتقاء بالأنماط المعيشية المختلفة.

وجاءت مشاركة المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في كوكبة هذه الفعاليات لتجسد حجم الجهود المستمرة المبذولة فيه لدعم ممارسات الحماية البيئية وتبنيه استراتيجيات فعالة لتحقيق الازدهار والاستدامة فيها، بما يتواكب مع الاستراتيجية الوطنية للبيئة ومبادرة السعودية الخضراء، بعد أن نظم المركز قُبيل هذه الفعاليات منتدى المحميات الطبيعية "حمى" خلال الفترة (21-24) إبريل الماضي والذي جاء ضمن خطته لتطوير المنظومة الوطنية للمناطق المحمية.

كما عكست مشاركات المركز مسيرةً حافلة بالإنجازات تؤكد مُضيه في جهوده لتحقيق ثنائية "التنمية والحماية" من خلال مبادراته النوعية المرتكزة على مبادرة "السعودية الخضراء" المتمثلة في التوسع والإدارة المتكاملة للمناطق المحمية، وإكثار وإعادة توطين الكائنات المهددة بالانقراض، وتقييم البيئات البحرية والساحلية وإعادة تأهيلها، معززاً ذلك كله بجهود دؤوبة لغرس ثقافة الوعي البيئي، وحرص دائم على دعم البحوث والابتكار في المجال البيئي وإنشاء قاعدة معرفية ثرية عن الحياة الفطرية لوضع خط أساس تنطلق منه برامج الحماية والاستدامة.

إن الحضور الملموس للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية يتواكب مع جهوده لتعظيم الأثر الاقتصادي والاجتماعي للتنمية البيئية خاصة في المجتمعات المحلية، وتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على الموارد الطبيعية، من خلال تطوير السياحة البيئية وتنظيمها، بما يعزز مكانة المملكة الريادية على خارطة السياحة العالمية استناداً الى ثراء إرثها الثقافي والبيئي وتنوع مقوماتها الطبيعية، وما تحمله من ميزات تنافسية، تصدرت من خلالها قائمة الأمم المتحدة في نمو أعداد السياح الدوليين لعام 2023م وفق مقياس الباروميتر الصادر عن الأمم المتحدة في شهر يناير الماضي.

مشاريع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية ومبادراته لحماية البيئة، وجهوده المتكاملة مع المنظومة البيئية تمثل (العِقد الفريد) الذي يتناغم فيه المركز مع هذه الفعاليات البيئية، في ظل حرصه الملموس على تحقيق الريادة والتميز في مخرجاته المستندة الى أعلى معايير الحوكمة، وعمله المستمر على طرح الحلول والتجارب المتميزة ذات العلاقة بالبيئة، وتوفير المُمكّنات التي تساهم في الحفاظ على الحياة الفطرية وحماية أنظمتها وإثراء التنوع الأحيائي فيها، مع تحفيز المشاركة المجتمعية في برامج شاملة لتحقيق الاستدامة البيئية، استناداً الى أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store