عدت من جديد الى قراءة كتاب «حياة في الإدارة» للدكتور غازي القصيبي بعد مرور أعوام على صدوره، بنفس متعة قراءتي الأولى، بنفس الإعجاب الذي حملته للراحل في حياته.
الكتاب رؤى وأحداث يرويها من واقع تجربة عاشها في مواقع كثيرة، ينقل للقارئ صورًا من داخل المكان، دروساً حري بالإداريين الشباب خاصة أن يقرأوها.
الكتاب سيرة حياة لشخصية جميلة أحبها الناس، إنساناً وشاعراً وكاتباً ومسؤولاً. وهو رد على أولئك الذين يهربون من كتابة سيرتهم بمقولة الائتمان على الأسرار، وكأن الحياة العامة كلها أسرار وسراديب مغلقة.
والكتاب في صفحات كثيرة ينقل صورًا لعالم الإدارة الغارق لشوشته في روتين قاتل، أنهك الجهاز الحكومي وأساء للبلاد والعباد.
يروي المؤلف.. أنه في الأسبوع الأول على تسلمه العمل في وزارة الصحة وجد على مكتبه برقية جاهزة للتوقيع موجهة لملك البلاد، تتحدث عن أمر ملكي بعلاج مواطن في عينه اليسرى. وتضيف أنه تبين أن العلة في عينه اليمنى وليس اليسرى.
يقول الوزير.. لم أوقع على البرقية، وكتبت للإدارة المعنية: عالجوا عينه اليمنى أو اليسرى أو كليهما.
هذه صورة.. نموذج.. وكم في جهازنا الإداري من صور تثير الحفيظة وتأخذ من وقت الحاكم، ووقت الوزير ووقت الجهاز البيروقراطي العتيد.
حديث الأربعاء
تاريخ النشر: 08 يونيو 2011 01:25 KSA
عدت من جديد الى قراءة كتاب «حياة في الإدارة» للدكتور غازي القصيبي بعد مرور أعوام على صدوره، بنفس متعة قراءتي الأولى، بنفس الإعجاب الذي حملته للراحل في حياته.
A A