Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

المتحدِّث الرسمي!!

همزة وصل

A A
أعتذرُ جدًّا لكلِّ المتحدِّثِينَ الرَّسميِّينَ الذِينَ لمْ تردْ أسماؤهُم هنَا، وكلِّ الذِينَ (لَا) يتقنُون، و(لَا) يعرفُونَ شيئًا عن تفاصيلَ هذهِ المهمَّةِ الدَّقيقةِ، والتِي يتقنُهَا أولئكَ المبدعُونَ؛ الذِينَ لديهِم قدرةٌ هائلةٌ على اختراقِ الحواسِّ وإقناعِ النَّاسِ، أولئكَ الذِينَ يقدِّمُونَ لكَ المبرِّراتِ ببراءةٍ، وبطريقةٍ شفيفةٍ وشيِّقةٍ، وأسلوبٍ يفتحُ أمامَ المتلقِّي كلَّ أبوابِ التَّفاؤلِ، ليسَ إلَّا لأنَّهم يقولُونَهَا وكأنَّهُم يزفُّونَ لكَ بُشرَى، وأعرفُ جيِّدًا أنَّ مهمَّتهُم هِي الصعبةُ السهلةُ، وأنَّهُم يحملُونَ فوقَ رؤوسِهِم أيَّامَهُم وأحلامَهُم وهمومَهُم، ويلبسُونَهَا في كلِّ ظهورٍ مع ابتسامتِهم وهدوئِهم وأحاديثِهم، تلكَ التِي يترقَّبُهَا وينتظرُهَا النَّاسُ، وكلُّكم يتذكَّرُ الجميلَ المتحدِّثَ الرَّسميَّ لوزارةِ الصحَّةِ الدكتور محمد عبدالعالي، هذَا الرجلُ الشَّهمُ والذِي كانَ معنَا أيَّامَ جائحةِ كورونا، هُو القريبُ الذِي يُوافينَا بالأنباءِ، والحبيبُ الذِي ظلَّ معنَا من البدايةِ إلى النهايةِ، هذَا المتحدِّثُ الأنيقُ، الذِي تشعرُ بأنَّه أخوكَ الذِي تهمُّهُ سلامتكَ.

وحينَ انتهتْ جائحةُ كورونا بقِيَ هُو فِي ذاكرتِنَا، وبقِيَ اسمُهُ النقيُّ وروحُهُ العذبةُ، وذكرياتٌ نتمنَّى أنْ (لَا) تعودَ علينَا!؛ ولأنَّ الحديثَ في هذَا المقالِ هُو عن بعضِ صفاتِ المتحدِّثِ الرَّسميِّ التِي (لَا بُدَّ) أنْ تتوافرَ فيهِ، منهَا الثَّقافةُ والذَّكاءُ، واللباقةُ وسرعةُ البديهةِ، كانَ هذَا الرجلُ بالفعلِ أنموذجًا جميلًا للمهمَّةِ الصَّعبةِ، وكثيرُونَ غيرهُ، منهُم الأخُ والزَّميلُ الأستاذُ سعد آل حمَّاد المتحدِّثُ الرَّسميُّ السَّابقُ لوزارةِ العملِ، والحديثُ عنهُ يليقُ بهِ وبإخلاصهِ وتفانيهِ، وكيفَ (لَا) وهُو الرَّجلُ الذِي تجدهُ معَ كلِّ الإعلاميِّينَ، وكلِّ الذِينَ يسألُونَهُ، وكلِّ الذِينَ يحتاجُونَهُ في أيِّ وقتٍ، وبقِيَ هكذَا يضيءُ ويضيءُ حتَّى اللَّحظةِ الأخيرةِ في المهمَّةِ، ومثلُ هؤلاء كثيرٌ، ومثلُهُم -واللهِ- يليقُونَ بكلِّ الحُبِّ، ولوْ كانت المساحةُ تمنحنِي فرصةً لقدَّمتُ قائمةً بأسمائِهِم، لكنِّي اكتفيتُ باسمَينِ، وأجزمُ أنَّ كلَّكُم يعرفهُمَا ويُقدِّرُ مَا قدَّماهُ ويُقدِّمانهُ من جهودٍ مشكورةٍ.

(خاتمةُ الهمزةِ).. غابَ سعادةُ الدكتور محمد عبدالعالي بعدَ كورونا؛ ليعودَ ويُطمئنَ الجميع عن خروجِ أكثرِ من نصفِ الحالاتِ المصابةِ بالتسمُّمِ الغذائِيِّ من العنايةِ المركَّزةِ في الرياضِ، سلَّم اللهُ الجميعَ. ولأنَّ للشُّكرِ قيمةً تمنحُ الأحياءَ طاقةً؛ ليُبدعُوا أكثرَ وأكثرَ، كانت الإشارةُ في هذَا المقالِ القصيرِ لاسمَينِ فقطْ.. معَ خالصِ الشُّكرِ للجميعِ.. وهِي خاتمتِي ودُمتُم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store