Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ما يتم إنفاقه لا يعود مرة أخرى!!

ما يتم إنفاقه لا يعود مرة أخرى!!

A A
هذا واقع أغلب الأندية الرياضية العامة، تكاليف تشغيل الأندية يفوق بكثير العائد منها سواء على مستوى النادي داخل الملعب أو خارجه، من حيث المبدأ التجاري عندما تكون العوائد أعلى من التكاليف يحقق النادي الربح ويعتبر كياناً تجارياً ناجحاً وقابلاً للاستمرار والتطوير والنمو أما عندما تكون النفقات أعلى من العوائد يعتبر النادي معرضاً للعجز المالي والعديد من المشاكل التي تعرضه ككيان للضعف وعدم القدرة على الاستمرار إلا عن طريق الهبات والتبرعات والمخصصات ومتى ما توقفت توقف معها النادي.

صحيح أن المال هو عصب الحياة بالنسبة للأندية الرياضية ولو سألت رئيس نادٍ عن أهم احتياجاته لا أجاب "أعطني مالاً أعطك نادياً" لذا تصارع الأندية بين النجاح المالي والأداء على أرض الملعب.

إن النجاح على أرض الملعب هو رقم (1) لأنه العامل المهم والمحدد لمستقبل النادي واستقراره المالي، فهو من أهم منتجات النادي والمال ما هو إلا وسيلة متى ما تم استثماره بشكل أمثل نجح النادي في إعداد وتكوين فريق مميز يقدم أداء ونتائج مميزة يجذب جماهير ورعاة واستثمارات وعندما يسيء استخدامه تكون خسارة النادي خسارتين المال والأداء داخل الملعب.

لذا من المهم عند الحصول على المال أن نستثمره بشكل أمثل يساهم في رفع مستوى النادي داخل الملعب وخارجه ولن يتم ذلك الا بإدارة النادي الرياضي بعقلية تجارية تستطيع تحويل كل هدف يسعى النادي إلى تحقيقه إلى رقم مالي كتكاليف ورقم مالي كعوائد (لغة الأرقام تصنع الأندية الرياضية) لذا من المهم وضع أهداف واقعية للعوائد على مدار فترة معينة (خلال عام مالي على سبيل المثال) كذلك تحديد الأولوية في تلك الأهداف والأولوية عامة تكون بتحقيق العوائد التي تغطي النفقات الأساسية التي تساعد في تشغيل العمليات والأنشطة اليومية للنادي (ربح يعاد استثماره في النادي).

كذلك نحتاج إلى إعادة النظر في أنظمة وقوانين الاستثمار الرياضي الحالية لإتاحة مساحة أكبر للأندية الرياضية للاستفادة من جميع إمكانياتها لتحقيق مكاسب للنادي وقبل ذلك إيجاد بيئة محفزة تساهم وتدعم الاستثمار الرياضي في جميع جوانبه.

في السابق كانت الأندية تقوم على العطاء والهبات والتبرعات من أجل إدارة وتشغيل الأندية اما اليوم (فلا وجود لعطاء بدون مقابل) على الأندية أن تغير إستراتيجيتها في التعامل مع المحاور الرئيسية للنادي بالذات المحور المالي في ظل هذه التغيرات الاقتصادية التي نعيشها يجب أن يعمل ويدار النادي كشركة تجارية ويتم اتخاذ جميع القرارات على هذا الأساس وأن يصنع منتجات يستطيع النادي بيعها وأهم منتج للنادي هو الفريق.

إدارة النادي الرياضي بالعقلية التجارية تفرض عليه تطبيق الحوكمة والعمل على تحقيق إستراتيجية الدعم الجديدة وقبل كل ذلك وجود خطة إستراتيجية متكاملة تشمل المحاور الرئيسية للنادي تبدأ من صياغة الرؤية والرسالة والقيم والأهداف الإستراتيجية و.. و... وصولاً إلى اعتمادها من رئيس النادي وتعميمها لتكون هي القائد والموجه لجميع منسوبي النادي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store