Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حاجتنا لمراكز تمريض

يجب الإيمان بأن أعمار الكائنات الحية الزمنية ذات الأرواح في الدنيا مقدرة بقدرة العزيز الخالق البارئ المصور .

A A

يجب الإيمان بأن أعمار الكائنات الحية الزمنية ذات الأرواح في الدنيا مقدرة بقدرة العزيز الخالق البارئ المصور .
وإن قيل إن في زماننا هذا طال معدل الأعمار وارتفع فذلك بقدره سبحانه وتعالى قدره المسبق ، وهو من مكَّن من علم الطب والتطبيب والعلاج ليصل إلى هذه المرحلة المتقدمة ، وتتبقى عليه مراحل أطول من التي توصل إليها ، قد يصل إليها يوماً ما في زمن ما علمه عند الله ، والاكتشافات والاختراعات تتسارع وتتصارع لأن الجديد يبطل القديم وبعض الجديد يُحدث ويجدد ما سبقه .
وتبعاً لطول الأعمار قد تتدهور العقول والأبدان ولهذا في الغرب طالبوا ويطالبون بالموت الرحيم الذي هو محرم شرعاً لأن قتل الإنسان فسوق وتعدٍ على مقادير الله تبارك وتعالى ، وقد أقرَّته دول قليلة جداً لا تحضرني أسماؤها حالياً .
والشيخوخة وما يتبعها من تغيرات جسمية بدنية عقلية يحتاج من وصل مرحلتها إلى تمريض وليس تطبيباً لأن الطب يهتم بالناحية العلاجية ، والتمريض مساعدة للمريض في تجاوز مرحلته العلاجية ، أو إلى أن يتم قدر الله وتصعد الروح إلى بارئها .
ولهذا ما أحوجنا اليوم إلى مراكز تمريض تنتشر في بلادنا الحبيبة ، وأول فائدة لها تفريغ المستشفيات لمن هم بحاجة إلى العلاج وعدم حجز أسرة ، وهناك من هم بحاجتها ليمن الله سبحانه وتعالى عليهم بالشفاء ، والفرق بين الحالتين يدركه تماماً أهل الخبرة من الأطباء ، ويفرقون بين المرض المرجو البرء منه وبين المرض الذي أزمن .
ولابد من وجود أطباء في تلك المراكز ولكن بعدد بسيط يكفي لمراقبة تطورات تلك الحالات ، وليس هناك مانع في أن يستحدث تخصص لهذا الشأن وقد يكون موجوداً وأنا أجهل ذلك .
كم من بيوت فيها عدد من أصحاب الشيخوخة وذات الأمراض المزمنة وأهاليهم يجهلون كيفية التعامل معهم ، وقد يسببون لهم الآما بدون قصد بل بحسن نية من حيث لا يشعرون , المسألة إنسانية قبل كل شيء .
ولا أقصد أن نتخلى عن كبارنا فهم بركة البيوت ونورها بما تسمعه من حلى وحلاوة اللسان ، إن ما أعنيه من قدر الله سبحانه وتعالى عليهم سوء الحال البدني الجسماني ، ومنهم من يحتاج إلى التغذية بالأنابيب وطرق تمريضية لا يمتهرها إلا المتخصصون .
وبقيت مراكز أيضاً نفتقر إليها وهي قلة لدينا وهي مراكز التأهيل وهذه لمن هم تجاوزوا مرحلة المرض وبقيت عليهم أثاره ويحتاجون إلى تأهيل ليعودوا أشخاصاً عاملين مرة أخرى ، وأقلها مساعدة أنفسهم وقضاء حوائجهم دون مساعدة الآخرين .
وللعلم مراكز التمريض ومراكز التأهيل مكلفة لا يستطيع الأفراد دفع تكاليفها لذويهم ، إنما هي على عاتق الدولة ، وهي غير مكلفة لها لأنها تنشئها من وفرة تكاليف تلك الحالات من على عاتق المستشفيات والمراكز العلاجية .
وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحدٍ سواه.

 

فاكس 6286871    ص . ب 11750 جدة 21463                                  

                   oalhazmi@Gmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store