Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كيف وصلنا... إلى هنا؟

من طبائع الأمور أن نتوقف من فترة لأخرى ونتدبر مسيرتنا الأولى. وكيف كانت البلاد والعباد قبل خمسين عاما من الزمن، والى أين وصلت؟.

A A

من طبائع الأمور أن نتوقف من فترة لأخرى ونتدبر مسيرتنا الأولى. وكيف كانت البلاد والعباد قبل خمسين عاما من الزمن، والى أين وصلت؟. ومن خلال وقفات على معالم الطريق سنجد إن التوحيد، والأمن والاستقرار كانت وما زالت الركيزة الأساسية . والركيزة الثانية كان انبثاق تدفق البترول حتى أصبحت المملكة تحتل المرتبة الأولى في التصدير وتصنيع مشتقاته ومن خلال توفر الثروة تمت التنمية في أرجاء الوطن الغالي. مدارس..وجامعات.. ومستشفيات.. وطرق ..ومطارات.. وموانىء ..وكهرباء.. ومياه محلاة، وأشياء كثيرة، وبالشكر تزيد النعم. ومع هذا الزخم المادي والتنموي وجد لدينا إفرازات لم تكن موجودة من قبل.
* مواطن -من الملتزمين _يؤنب وزيرالتربية و التعليم لأنه أدى واجبه وزار وتحدث مع معلمات وطالبات وذلك الرجل يتخذ من حماية العرض مدخلا ليشكك في نوايا الوزير ويشن عليه هجوما مكثفا ويلقى من يجاريه في ذلك المسعى الغريب من خلال ترويج أفكاره ، والوزير بحكمته يتقبل النقد..بل القذف.. بدون ردود فعل تصعد الموقف لأنه- الوزير- أدى واجبه ولا داعي للتشكيك في النوايا.
* ومواطن آخر يتصور إن تصميم مطار الملك عبد العزيز الهندسي يوحي إلى الإباحة ونشر الرذيلة لان الشكل الهندسي- حسب قوله - مدسوس فيه نماذج لها دلالات سيئة...... وهذا يجرح خصوصية المملكة -من وجهة نظره- بصفة الموقع مطارا وبوابة للحرمين الشريفين وقد تعمد المصمم دس تلك الأفكار في ذلك المبنى -طبعا حسب تصور ذلك المواطن - للنيل من الإسلام والمسلمين، ولا احد غيره اكتشف ذلك التصور الغريب!
* ويظهر علينا بروفسور متخصص في علم النفس ، ويتجرأ على تحليل شخصية المصطفى محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام! وكأنه يريد أن ينضم إلى مشروع سلمان رشدي البغيض، وصاحب الرسوم الدنمركي، ومن على شاكلتهم، والعياذ بالله من ذلك.
وفي حلقة أخرى يعلن على رؤوس الأشهاد أن مواطني شمال المملكة وجنوبها قليلو الوفاء للمركز لصالح دول الجوار. وبعد أن تصدت له بعض الأقلام لتذكره بان من يحرس أمنه ويشارك في تنمية وطنه أكثرهم من أبناء تلك المناطق الذين وصمهم بالتشكيك البروفسور الدكتور طارق الحبيب في ولائهم، عاد ليبرر مقولته بأنه لم يقصد ذلك وان الاستنتاجات ذهبت بعيدا عن ما ورد على لسانه بالصوت والصورة، وبعد ذلك اجبر على الاعتذار من قبل أصحاب الرأي الذي يخالفه ويرفض ما ذهب إليه، ويذكره بأننا لسنا بحاجة لبث الفتن والفرقة بين أبناء الوطن الأوفياء الذين يسهرون على أداء واجباتهم على مدار الساعة في كافة ثغور الوطن، وفي كل مدينة وكل قرية! ويتصدون مع زملائهم من جميع أنحاء المملكة لمهربي المخدرات، والحفاظ على الأمن والاستقرار في وطننا الغالي.
هذه ثلاثة نماذج حديثة ظهرت علينا بأفكار وتصورات لم تكن موجودة لدينا من قبل ولكنها في هذه الفترة توفرت لها الإمكانات التقنية وأصبحت تكشر عن أنيابها بكل جرأة للنيل من نسيج مجتمعنا الوفي ومن وحدته الوطنية، وأمنه واستقراره.
وهنا نجد المعادلة الصعبة عندما ننظر إلى حيث كنا قبل خمسين عاما، والى أين وصلنا بعد خمسة عقود مليئة بالإثارة، والتحولات، والتنمية في كل أوجه حياتنا اليومية، وعلى مدار تلك السنين، حيث انتقلنا من شح إلى رخاء، ومن جهل إلى عالم معرفي، ومن تخلف إلى تطور مذهل لاينكره إلا جاحد، ومع كل ذلك نرى هذه النماذج المحزنة التي تريد العودة بنا إلى الوراء بدلا من التعاضد إلى الأمام في مسيرتنا التنموية.
والخيارات المطروحة أمامنا اثنان :جمود، وجحود، وتشاؤم... أو تفاؤل، وأمل، وعمل. ويقيني إن الخيار الأخير هو مقصد شباب وطننا اليوم مثلما كان مقصد أسلافهم قبل خمسين عاما من الزمن عندما بدأت نهضتنا ترى النور حتى وصلنا إلى هنا ايجابيا، والجوانب السلبية علينا إيقافها قبل أن تتمكن من الإيقاع بيننا وإعاقة مسيرتنا التنموية، والإخلال بالأمن والاستقرار في وطننا الغالي...والله من وراء القصد.
salfarha@yahoo.com
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز (23) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 - Stc
635031 - Mobily
737221 - Zain

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store