Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ثقافة العلاج التجريبي

قد يدهش المرء عن حجم ما يحدث حولنا في العالم من دراسات وأبحاث علمية تستهدف التصدي لمرضى السرطان، أو نقص المناعة، أو أمراض القلب أو السكري أو خلافه وايجاد الحلول لبعض الامراض المستعصية والوصول إلى ق

A A

قد يدهش المرء عن حجم ما يحدث حولنا في العالم من دراسات وأبحاث علمية تستهدف التصدي لمرضى السرطان، أو نقص المناعة، أو أمراض القلب أو السكري أو خلافه وايجاد الحلول لبعض الامراض المستعصية والوصول إلى قرار نهائي بشأنها بغية اخضاعها للتجربة على بعض المرضى من يتطوع لقبول هذا الأمر أو أن يتقدم احياناً بعض من اصابهم اليأس من مرضهم فيعرضون أنفسهم ضمن الخاضعين لتجربة الدواء قبل تعميمه، يروي أحد الزملاء من الاطباء أنه حتى عام 2008م كانت التجارب تجرى على المرضى دون علمهم، وبعد ذلك التاريخ أصبح لزاماً على المختصين اشعار المرضى وتخييرهم بالقبول أو الرفض لمبدأ التجربة، وتفيد بعض الدراسات الإحصائية في هذا الصدد عن تراجع ملموس في الأبحاث الطبية الجديدة وتطبيقاتها، الجدل الذي يدور الآن هل يمكن التراجع والعودة الى تجربة الدواء دون علم المرضى أم قبول تراجع الابحاث؟ هذا الجدل يشبه الجدل القديم المتجدد في حق المريض في البقاء تحت الأجهزة الطبية وهو ميت دماغياً، أو سحب الاجهزة والاعلان عن وفاته. عوداً الى عنوان المقال فإن المسألة هنا تتعلق بالثقافة السائدة وقبول العلاج التجريبي من عدمه يخضع لثقافة المجتمع في هذا الجانب والتي يلزم أن تنمى وتشاع بين الافراد،
والتأكيد إلى أنه لولا قبول بعض المرضى بالتجربة من السابق والحاضر لما تم تعميم الدواء على الناس وانتفعت الإنسانية جمعاء، وفي هذا السياق فقد حدث موقف مع اسرة زميل عزيز من الاطباء المعروفين، تعرض لفشل كلوي وبقي فترة يخضع للعلاج من خلال الغسل الكلوي إلى أن تم استدعاؤه عاجلاً إلى الرياض لزراعة الكلى بعد الحصول عليها من شخص تبرع بها قبل وفاته وبعد فترة شفي زميلنا بفضل الله. بعد سنوات تعرض زميلنا لسكتة دماغية وبقي تحت الاجهزة واعتبر متوفى دماغياً فاقترح زميل له من الاطباء التبرع بالكبد والقرنية، اقتنع الابناء بذلك ورفضت السيدة والدتهم وتم الأخذ برأيها تقديراً للموقف. هذا الأمر يقودنا إلى التفكير الجاد بإشاعة ثقافة التطوع بشكل عام وفي هذه الحالات بشكل خاص.
أما مقدار الاجر والثواب فاترك الحديث فيه لذوي الاختصاص وما اجمل أن ينتفع بالإنسان حياً وميتاً، وما احرانا نشر ثقافة التطوع. هناك مؤسسات خيرية تسعى اليوم الى نشر هذه الثقافة وفي طليعتها جمعية ماجد بن عبدالعزيز للتنمية الاجتماعية.
Qadis@hotmail.com
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز (4) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 - Stc
635031 - Mobily
737221 - Zain

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store