Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الإجابة الشاملة المانعة في الرد على الشيخ ابن منيع

الإجابة الشاملة المانعة في الرد على الشيخ ابن منيع

ومتابعة لقضية (هل للمسجد النبوي خصوصية المسجد الحرام؟) حيث شارك بهذه القضية كثير من العلماء ونشرت (الرسالة) تلك المتابعات بكل صدق وأمانة، ويتناول كاتب هذه السطور الموضوع كقارئ من القراء ويشعر بأن ا

A A

ومتابعة لقضية (هل للمسجد النبوي خصوصية المسجد الحرام؟) حيث شارك بهذه القضية كثير من العلماء ونشرت (الرسالة) تلك المتابعات بكل صدق وأمانة، ويتناول كاتب هذه السطور الموضوع كقارئ من القراء ويشعر بأن الموضوع يحتاج إلى تنظيم وتنسيق ونتيجة، فهو -أي الموضوع - مثل عبارة داخل قوس بقي مفتوحا ويشارك الرد كقارئ فقط لأن معالي الشيخ اشترط فيمن يحاوره أن يكون طالب علم حيث ختم مداخلاته وتعقيباته في جريدة الرياض بتاريخ 26/8 /1432هـ بعبارة (فيا ليت من يرغب الدخول في المناقشة أن يحرر موضوع النقاش ثم يدخل في الحوار ليضمن لنفسه احترامه كمحاور ومناقش بحق) هذه بالنص عبارة معالي الشيخ والقارئ الذي يكتب الموضوع يحترم نفسه ويحترم معالي الشيخ ولكن لا يضمن لنفسه الدخول كمحاور ومناقش حسب اشتراطات الشيخ خوفا من فقد الاحترام لدى الآخرين. ويذكر الكاتب القراء بالحديث الذي استدل به معالي الشيخ على مضاعفة الأجر والحديث تثبيت للأجر وليس مضاعفة له كما أن الحديث يحث على بقاء أطراف المدينة - آنذاك- عامرة، ومن الأحاديث التي وردت في ذلك حديث قبيلة بني سلمة الذي أثار الموضوع ويكرر هنا للفائدة في الروايتين رواية الإمام مسلم ورواية الإمام البخاري حيث روى مسلم في صحيحه (2/131) عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: خلت البقاع حول المسجد، فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: «إنه بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد؟» قالوا: نعم يا رسول الله، قد أردنا ذلك، فقال: (يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم) أما البخاري فقد أورد الحديث في صحيحه برقم (2/67) والحديث عن أنس رضي الله عنه أن بني سلمة أرادوا أن يتحولوا عن منازلهم، فينزلوا قريبا من النبي صلى الله عليه وسلم قال: فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعروا المدينة فقال: (ألا تحتسبون آثاركم) قال مجاهد: خطاهم آثارهم أن يمشي في الأرض بأرجلهم. كما حث صلى الله عليه وسلم على تعمير المدينة المنورة بزيادة أعداد (آطام وحصون وصياصي) المدينة المنورة فعند هجرته كانت أعدادها في حدود (ثلاث وسبعين أطما) وعند وفاته صلى الله عليه وسلم أصبحت ما يقارب مائة وأربعين أطما وذلك لتصبح المدينة عامرة من مركزها (المسجد النبوي) إلى كل أطرافها.
وعند متابعة آراء الفضلاء من العلماء والكتاب وبعد قراءة لها ظهر ما يلي:
- رأى بعض العلماء مضاعفة الأجر ضمن حدود حرم المدينة المنورة ولم يأتوا بدليل يدعم ذلك وربما يعود ذلك اجتهادا في متابعة رأي معالي الشيخ ابن منيع بل إن بعضهم تبنى خطأ الشيخ عندما ذكر: بني سليم والصحيح بني سلمة (وقد تراجع الشيخ عن هذا) وبقي من تابعه على الخطأ.
- مجموعة من العلماء أوضحوا الحقيقة كما روتها الأحاديث الشريفة والمصادر العلمية أن الأجر يتضاعف داخل حدود المسجد النبوي فقط وتكون المضاعفة مهما امتد المسجد تطبيقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام» متفق عليه ومن هؤلاء العلماء المستشار بالديوان الملكي ووزارة العدل الشيخ الدكتور عبدالمحسن العبيكان وكذلك الدكتور خالد القاسم والشيخ علي الحريصي والشيخ سليمان الماجد. كما تمت دراسة الموضوع دراسة متأنية كل من فضيلة الشيخ: محمد بن شاكر الشريف والشيخ يوسف بن مطر المحمدي إضافة إلى الكاتب الصحافي المتألق دائما عبدالغني بن ناجي القش وتتلخص آراء الثلاثة الذين ذكروا أخيرا في: أن مضاعفة الأجر في المسجد النبوي بتوسعاته فقط ولم يرد نص في المراجع القديمة ما يثبت غير ذلك.
هناك إجابة ذكية للمستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور عبدالله المطلق والقارئ كاتب هذه السطور يتابع معالي الشيخ في برامجه ويعلم مدى تأثيرها في الجمهور ويطلق على أسلوبه السهل الممتنع لذلك يقدره بل (ويقدر كل دوسري فمنذ أكثر من أربعين عاما عمل الكاتب معلما في المدرسة الناصرية بباب الكومة بالمدينة المنورة للحساب والهندسة تارة وللعلوم تارة أخرى ويمضي الفسحة الكبيرة بجوار شيخ يدرس القرآن الكريم ويتحدثان طوال الفسحة في كل مجال عدا التعليم ورغم فارق السن فقد ائتلفا في كل شيء وكان من آخر وصاياه للشاب (الكاتب) ماذا يعمل بعروسه إذا دخل عليها؟!!... نضر الله تلك الأيام ورحم الشيخ عبدالعزيز المفلح).
وقد ذكر الكاتب أن إجابة معالي الشيخ المطلق إجابة ذكية وذلك لأنه ذكر (أما حدود الحرم النبوي فسندرسها) وهي إجابة من يحاضر في الصالات أمام الطلاب إذا انتهى وقت المحاضرة أو أن السؤال يحتاج إلى مزيد من البحث أو أن إجابته لا تعرف في حينها لذلك (سندرسها) ونحن في (ندرسها) يعتقد الكاتب أنها لا تعود للشيخ لتواضعه وربما تعود لهيئة كبار العلماء وهل انتهت المعضلات أمام كبار العلماء لدراسة مثل هذا الموضوع مع اعتزاز الكاتب بما يصدر عن هيئة كبار العلماء حيث يطلع كثيرا على ما يتفقون عليه وقد كرر الكاتب كثيرا ما صدر عنهم ومنها:
موضوع (فصل التوائم) ويتمنى أن ينشر بجميع اللغات لأنه أعد باحكام وشمل جميع الأحكام وأمر المسجد النبوي المثار لا يحتاج إلى دراسة فالأدلة موجودة منها الأحاديث الشريفة وأقوال العلماء كما أن حدود حرم المدينة معروفة من القدم، ولأن أهل مكة أدرى بشعابها فأهل المدينة أدرى بجبالها. وعود على بدء فإن أجر المضاعفة للصلاة بألف تتضمن المسجد النبوي بزياداته التي تمت عبر التاريخ سواء زيادة الخليفتين الراشدين عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهما أو الزيادة الكبيرة للوليد بن عبدالملك أو الزيادة الكبيرة جدا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد حيث شملت المدينة كاملة قبل خمسين عاما فلو زيد المسجد النبوي ليشمل الحدود كاملة وهذا مستحيل لأصبحت الصلاة فيه بألف صلاة حيث ذكر ابن تيمية بأن حكم الزيادة في مسجده (المسجد النبوي) حكم المزيد تضاعف فيها الصلاة بألف صلاة.
وأخيرا: فإن هذه الملحوظات وردت من قارئ وليس من طالب علم فإن أصاب فذلك من فضل الله وإن لم يكن كذلك يرجو الله المغفرة ولأن فضيلة معالي الشيخ ابن منيع له رصيد من العلم زاده الله علما ورصيد من الخبرة لمعالجة الأمور العلمية والفقهية ولما له من السمعة الطيبة والمركز فإنه قد اعتمد على ذلك ولم يأت بدليل يدعم تأملاته وما ذكره في حديث بني سلمة ليس دليلا على مضاعفة الأجر أو الثواب ولو بأي نسبة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store