Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

يا وزارة الصحة اتسع الخرق!!

لن أستند في حديثي على وكالة قالوا المشهورة، ولن أستند أيضًا على رسالة وردتني، أو حديث بوح به إليّ، بل سيكون منطلقًا من تجربة شخصية، عشتها خلال عشرة أيام فاتت، قبل تدوين هذا المقال، وكانت تجربة شخصي

A A

لن أستند في حديثي على وكالة قالوا المشهورة، ولن أستند أيضًا على رسالة وردتني، أو حديث بوح به إليّ، بل سيكون منطلقًا من تجربة شخصية، عشتها خلال عشرة أيام فاتت، قبل تدوين هذا المقال، وكانت تجربة شخصية مريرة، اكتشفت من خلالها تنامي حجم الابتزاز وحجم القصور الإداري الذي تمارسه بعض مستشفياتنا الخاصة، إن لم تكن جميعها، ولكن وفق مستويات متدرجة في الابتزاز، حيث أجبرني ظرفٌ صحيٌّ طارئ على مراجعة أحد مراكزنا الطبية بمدينة جدة التي تتسم بأحدث الطرز المعمارية الفندقية، واستطاعت من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة أن توهمنا جميعًا أننا ننحو طريق العالم الأول ولا أخفيكم سرًّا فقد استقبلت خير استقبال، وأسكنت أجمل الغرف، ولم أشعر بمرور الوقت؛ نظرًا لكثرة حالات الكشف المتعددة الأوجه بكافة الأجهزة الطبية، وكافة التحليلات المتكررة لمرات ومرات وخلال خمسة أيام وجدت نفسي أعيش حالة نفسية متردية؛ نظرًا لتهويل الأمر أمامي، وخاصة أنّ القلب هو موطن العلة، وبعد مراجعات مستدامة من قبل الكثير من الأطباء وبعد النتائج التي بيّنتَها تلك الكشوفات المتراكمة، أوضحوا لي أنني أشكو من اعتلال القلب والشرايين والضغط والكولسترول وغيره، وأنني أحتاج إلى عملية قسطرة سريعة، وحيث إنني من هواة ممارسة الرياضة بمختلف ألوانها لم أصدِّق كل ذلك، كوني الأكثر إدراكاً لحالتي الصحية وكوني من المدركين بخطورة مثل تلك الأمراض وتلافي الوقوع في مسبباتها مما دفعني أن أطلب إخراجي من المستشفى حسب رغبتي الشخصية بعد أن اطلعت على فاتورة علاجي الباهظة جدًّا جدًّا، والتي تحملتْهَا الشركة المؤمِّنة عليّ، وهي بالتأكيد مخدوعة جدًّا!
ثم انتقلت إلى المستشفى العسكري بجدة الذي وجدت فيه أعلى درجات العناية الطبية والادارية والغذائية وخلال يومين فقط بينوا لي أن كل ما ذكر لي سلفاً هو باطلٌ، وأن علتي بسيطة لا تتعدى بعض الكهرباء في الشرايين تستوجب الكي فقط، وقد تم ذلك والحمد لله وخرجت سليمًا معافى، بعد أن أثقلني ذلك المركز بأرتال من الأدوية التي تكفيني لأكثر من عام، وكنت سأقع فأرًا للتجارب فيه!!
وبعد هذا كله أضع الأمر أمام وزارة الصحة التي تركت الدرعى ترعى، في تلك المستشفيات التي أسندت إداراتها إلى غير المؤهلين إداريًّا ،فتردت حالتها الى أدنى المستويات، وهذا ما نلمسه كلَّ يوم في مستشفياتنا الخاصة والحكومية بعد أن أصبح المواطن محطة للابتزاز، أو ميدانًا للتجارب الفاشلة المنتهية بالأخطاء القاتلة.
ولعلي هنا ومن خلال تلك التجربة الشخصية أكشف صورة لآلاف الحالات التي تحدث يوميًّا، ويذهب تحت سقفها الكثير من الضحايا وخاصة من ذوي الظروف التي لا تسمح لهم بإبراز صوتهم، أو يبتلعوا نواتج تلك الأخطاء تحت جنح ظلام القصور الإداري، وأن على يقين تامٍ أن ذلك يحدث كلَّ يوم في كافة المستشفيات التابعة لوزارتنا الموقرة، ونحمد الله أن لدينا جهات أخرى عسكرية لديها مستشفياتها التي نجد فيها كامل الرعاية، ويقوم عليها إداريون متخصصون إداريًّا لا طبيًّا، والله تعالى من وراء القصد.

 msog33@hotmail.com

للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS

تبدأ بالرمز (43) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى

88591 - Stc

635031 - Mobily

737221 - Zain

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store