Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

من علمني حرفا صرت له عبدا

من علمني حرفا صرت له عبدا

هذه العبارة تقال لطلبة العلم وللتلاميذ لحثهم على احترام وتقدير المعلمين ، وهي عبارة خاطئة لا يصح قولها مطلقا ، فالمؤمن لا يرضى ان يكون عبدا لغير الله حتى ولو كان نبيا رسولا.

A A

هذه العبارة تقال لطلبة العلم وللتلاميذ لحثهم على احترام وتقدير المعلمين ، وهي عبارة خاطئة لا يصح قولها مطلقا ، فالمؤمن لا يرضى ان يكون عبدا لغير الله حتى ولو كان نبيا رسولا.
إن تقدير أهل العلم والفضل والعلماء أمر مطلوب بل وكل من صنع لك معروفا فيجب أن تحفظ له معروفه وتشكر له صنيعه قال عليه الصلاة والسلامَ: « لَا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ « رواه الامام احمد
قال المناوي رحمه الله في شرحه على الجامع الصغير (1 / 460): «قوله عليه الصلاة والسلام (وَمن لَا يشْكر الْقَلِيل لَا يشْكر الْكثير وَمن لَا يشْكر النَّاس لَا يشْكر الله) أَي من طبعه وعادته كفران نعْمَة النَّاس وَترك الشُّكْر لمعروفهم فعادته كفران نعم الله تَعَالَى وَترك الشُّكْر لَهُ»
لكن حفظك لصنيع من صنع لك معروفا ينبغي أن يكون بدون إفراط ولا تفريط وبدون جفاء ولا مغالاة.
لا تغلو في شيء من الأمر واقتصد كلا طرفي الأمور ذميم
فالجفاء والغلظة وإنكار فضل المعلمين فعل قبيح مذموم وتصرف ممجوج لا يقدم عليه إلا كل صحب نفس دنئية ، وكذلك الغلو في تقدير العلماء حتى أنه قد يصل إلى منزلة المذلة والمهانة ، وهذا الصنيع منتشر بين أهل البدع فالطالب عندهم ينبغي أن يكون بين يدي شيخه كالميت بين يدي مغسلة مسلوب الإرادة في كامل الذلة والمهانة.
والعبارة اعلاه كذلك من هذا القبيل فالاحترام له حدوده التي لا تخرجك من دائرة الكرامة .
ولا يمكن لعالم يرضى ان يكون تلميذه عبدا له بل العالم الرباني يربي تلاميذه على العزة والكرامة وان العبودية لله وحده.
بل نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول الرجل عبدي وأمتي وليقل فتاي وفتاتي
عبدالله بن عباس كان يكره ان يتبعه طلابه في مشيه ويقول هي فتنة للمتبوع وذل للتابع
ولذلك علينا ان نصحح هذه العبارة لتكون من علمني حرفا صرت له مقدراً ومجلا ، وفق الله الجميع للعمل الصالح والقول النافع

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store