استخدام برامج التواصل تعليميًا

برامج التواصل الاجتماعي الموجودة على أرض الواقع هي ثورة العصر التقنية بالفعل، ورغم أنها ليست كلها جديدة فبعضها كان موجودًا منذ انتشار الشبكة العنكبوتية العالمية، لكن بعض هذه البرامج رغم حداثته عالميًا إلا أنه بات مهيمنًا على الساحة لسهولة تداوله ومجانيته وخصائصه المتعددة التي فاقت التصورات، بل إنها تزداد تميزًا وتحسينًا بين الفترة والأخرى، فكلما نزلت نسخًا جديدة منها حملت معها بعض المزايا التي لم تكن في سابقتها، وهذا مما يغري مستخدميها بتعميق الصلة بينهم وبينها، وبالتالي التوسع في رقعة استخدامها، وبخاصة في أعداد أفراد المجموعات، فبعد أن كان العدد لا يتجاوز العشرة تدرج إلى العشرين، وأخيرًا بلغ عدد الأفراد خمسين، مما يضفي قوة أكثر وتيسيرًا أفضل للمستخدمين.
وتتعدد البرامج المستخدمة حاليًا وعلى نطاق عالمي واسع بين أفراد المجتمع المحلي أو بينهم وبين آخرين يعيشون في مواقع بعيدة عنهم، وقد لا يرون بعضهم البتة إلا من خلال صور حقيقية أو مزيفة، لكن يبدو أن معظم المستخدمين لا يلتفتون إلى موضوع نوعية وكنه الشخص على الطرف الآخر وخاصة الغرباء، لأن الهدف الأساس من استخدامهم هو التمتع بالخدمة ذاتها لا الأشخاص أنفسهم.
ومن البرامج الشائعة الاستخدام اليوم "الواتس أب" و"تويتر" و"الفيس بوك" و"الإيميلات"، وهي كلها تتمتع بمميزات وسمات تكمل بعضها، ويمكن الربط بين معظمها للاستفادة من تبادل بعض الملفات والصور والمقاطع الصوتية أو الفيديو.
ويمكن استعراض بعض استخدامات برنامج الواتس أب التعليمية والتربوية في التواصل بين المعلم وطلابه وبين المدير والوكيل منسوبي المدرسة (طلاب، معلمون، إداريون، فنيون)، كما أن بإمكان المرشد الطلابي التواصل مع الطلاب ومسؤولي المرحلة لمناقشة وحل بعض المشكلات التي لا تحتاج إلى لقاء مباشر، أو على الأقل لا تستغرق وقتًا أو جهدًا ومتابعة عميقة.
كما يمكن للمعلم تكوين مجموعات أو مجموعة مع الطلاب لاستثمار إمكانات البرنامج في شرح جوانب من الدروس لم تجد الوقت الكافي في الحصة الرسمية، أو شرح بعض المصطلحات الغامضة أو الكلمات الغريبة، وتوضيح ملامح حل بعض مسائل مادة الرياضيات، ويمكن إشراك كل أفراد المجموعة في الحل، وبالإمكان استخدام البرنامج إداريًا بين المدير والوكيل والمرشد مع الطلاب، وذلك بإرسال تعليمات وتنبيهات إدارية خاصة بالطلاب، وإعلان التنبيهات والتوجيهات التربوية والتوعوية، أو إرسال تعليمات الاختبارات كمواعيدها وأوقاتها ومواقعها.
ويمكن استخدام البرنامج بين زملاء العمل، وبخاصة المعلمون، بعرض بعض الأفكار والمقترحات التدريسية والتربوية، بل إن البرنامج فرصة لعرض الاستفسارات التعليمية والقيام بمناقشات علمية في التخصص وبالذات بين المعلمين القدامى والمعلمين الجدد، حيث حاجتهم إلى الاستفادة من الخبرات والمهارات والتجارب الواقعية المتوفرة لدى أسلافهم في المدرسة أو الميدان عامة.