Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

من لا عقل له لا دين له

تواصل حركة «الشباب» الصومالية حربها الدموية ضد كل ما هو مغاير لنهجها في التفكير، وتقدم بذلك البرهان تلو الآخر على عدم أهليتها لا للسياسة ولا للدين.

A A

تواصل حركة «الشباب» الصومالية حربها الدموية ضد كل ما هو مغاير لنهجها في التفكير، وتقدم بذلك البرهان تلو الآخر على عدم أهليتها لا للسياسة ولا للدين.
فالسياسة بالأساس استمالة الناس وليس تنفيرهم، وتأمينهم على حياتهم وأرزاقهم وليس تكفيرهم....
أما الدين، فلو كان لدى «الشباب» ذرة من عقل، لتفكّروا في ما يعنيه قوله تعالى: «ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك» ، أو «إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين» الى غيرهما من الآيات الكريمة.
لا أفهم ما هو المنطق أو الحسابات السياسية أو المصلحة التي تراها حركة شباب الصومال في استهداف مقر الأمم المتحدة في موغاديشو بعملية انتحارية، يوم الاربعاء الماضي، وقتل ثمانية موظفين وخمسة مدنيين صوماليين. كان التعليق الوحيد على العملية هو الذي قدمه علي محمد الناطق باسم الحركة على محطة «الأندلس» الاذاعية، قائلاً بالخصوص: «أردنا أن نبيّن للأمم المتحدة أنه لن يكون لها أمان.» وأضاف: «إنه تحذير لهؤلاء الكفار الذين يأملون أن يستبيحوا حقوق شعب الصومال.»
الحقيقة أن حركة «الشباب» لا تهاجم فقط منظمة يلجأ إليها الضعيف قبل القوي، وقد استطاعت إلى حد الآن – بالرغم من مساوئها – أن تقدم العون والإغاثة للشعب الصومالي وغيره من الشعوب المبتلاة بكوارث بشرية سببها أمثال «الشباب» من وسائل التخريب والدمار، إلى جانب الكوارث الطبيعية كالجفاف والمجاعة والفقر. بل هي تهاجم المبدأ نفسه الذي هو في أساس مهمة المنظمة الأممية: التضامن الإنساني والتكاتف بين شعوب الأرض.
حركة «الشباب» لا تريد بعثة الأمم المتحدة في الصومال ولا تريد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي. فقد هاجمت أيضاً القوات الكينية المتمركزة في بلدة «طاماجالي» الحدودية القريبة من مدينة طوبلي الصومالية وقتلت ثمانية جنود، حسب أخبار نشرت يوم الجمعة.
ماذا تريد الحركة إذن؟
مهما كانت التبريرات، فهي لا تغطي الحقيقة المأساوية التي تبوح بها هذه الحرب الإرهابية على الصوماليين. وهي أن حركة «الشباب» تريد أن تستفرد بالشعب متسلطة عليه بالإرهاب، حتى تظهر ضعف الحكومة الفدرالية وعجزها عن حماية الناس. وذلك ما يفسح لها كما تتصور طريق السلطة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store