Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

شمعة الأمل ولهيب التطرف

في الأسبوع الماضي أخفق مجلس الأمن في إصدار قرار كان مرتقباً يهدف الى وضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة، وهو بذلك يكون قد أطفأ شمعة أمل في نفوس الفلسطينيين الذين باتوا ل

A A
في الأسبوع الماضي أخفق مجلس الأمن في إصدار قرار كان مرتقباً يهدف الى وضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة، وهو بذلك يكون قد أطفأ شمعة أمل في نفوس الفلسطينيين الذين باتوا لا يرون لهم مخرجاً من مأزق الاحتلال ولا بصيصاً من النور في نهاية النفق المظلم الذي دفنوا فيه عبر ما يقارب نصف قرن، ومع انكسار الأمل تشتعل جذوة التطرف والإرهاب، وتقوى حجة من يشككون في اختيار السلام، وتنجرف المنطقة بأسرها أكثر فأكثر نحو العنف والدمار.
اعترضت على القرار دولتان هما الولايات المتحدة وأستراليا، ولا يعد الاعتراض الأمريكي ممارسة لحق النقض لأن القرار لم يحصل على الحد الأدنى المطلوب لتمريره وهو تسعة أصوات، لم يكن التصويت الأمريكي مفاجئاً ولكن أمريكا نجت من أن تلصق بها تهمة إسقاط القرار واحتجبت خلف ذريعة أن القرار لم يحظ بالتأييد الدولي اللازم له، أما أستراليا فلقد كان تصويتها مفاجئاً ومخزياً لأنه جاء تتويجاً لمسلسل التراجع في المواقف الأسترالية التي كانت قد بدأت في الابتعاد عن التأييد المطلق لإسرائيل في عهد الحكومة العمالية السابقة لتعود إلى سابق عهدها مع حكومة المحافظين الحالية.
امتنعت عن التصويت خمس دول هي بريطانيا وليثوانيا ورواندا ونيجيريا وكوريا الجنوبية، وكانت المفاجأة الكبرى هي تخاذل نيجيريا، كبرى الدول الإفريقية وإحدى أهم الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، التي غيرت موقفها نتيجة ضغوط قوية مارستها إسرائيل وحلفاؤها عليها.
أيدت القرار ثماني دول هي الأردن وتشاد والأرجنتين وتشيلي وروسيا والصين وفرنسا ولوكسمبورج التي حرص وزير خارجيتها على الحضور شخصياً للإدلاء بصوت بلاده في الجلسة، وبذلك سجلت لوكسمبورج وفرنسا تقدماً جلياً في الموقف الأوروبي يمكن أن يبشر بمزيد من الدعم للقضية الفلسطينية في أوروبا.
لو تأخر التصويت على القرار بضعة أيام لكانت دخلت إلى مجلس الأمن نيوزيلاندا بدلاً من أستراليا، وماليزيا بدلاً من كوريا الجنوبية، وأنجولا بدلاً من رواندا ولهذه الدول مواقف ايجابية نحو القضية الفلسطينية كان يمكن أن تصنع الفرق، ولو اتضح أن القرار كان سيحصل على الأغلبية اللازمة فلربما تغير موقف ليثوانيا ونيجيريا وحتى بريطانيا.
لقد مني العمل الدبلوماسي العربي بنكسة كان يمكن تفاديها لو تجنبنا التعجل والارتجالية، ولنستذكر معا قول دريد بن الصمة:
نصحتهم نصحى بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store