Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

كلنا من الإرهابي براء

ملح وسكر

A A
عندما يقدم إرهابي منحرف فاقد لأبسط معاني الرشد والتعقل والحكمة (فضلاً عن الإنسانية) على ممارسة جرائمه المشينة، أو التخطيط لها، فهو لا يمثل إلاّ نفسه والفئة المنحرفة التي ينتمي إليها. وهو بذلك لا يسئ تحديداً إلى الكيان الصغير الذي ينتمي إليه (مهما بدا هذا الكيان كبيراً في محيطه الإقليمي)، وإنما تبلغ الإساءة الوطن كله.

الأصل الثابت في شرع الله منذ آدم عليه السلام أن كل نفس بما كسبت رهينة. ولذا ليس شرطاً أن يتبرأ الكيان الحاضن نسباً من هذا الإرهابي أو ذلك، فالأصل أن يبقى الكيان عزيزاً مجيداً شامخاً كريماً لا يضره ما جنته يدا أحد أبنائه! لم نسمع في التاريخ أن آل عبد المطلب تبرأوا من أبي لهب، ولم نسمع أن قريشاً بعد الإسلام تبرأت من أبي جهل.

هذه براءة شكلية لا تقدم ولا تؤخر، ولا أحسبها مطلوبة، إذ لا يمكن تصور الكيان (أو المجتمع الصغير) بأكمله متهماً لأن أحد أبنائه كان إرهابياً أو مجرماً!! ومن السذاجة البالغة اتهام كيان بسبب انحراف أحد أفراده، ومن الظلم أخذ الكل بجريرة فرد! الأصل أن كل من يعيش على ثرى هذا الوطن عليه البراءة من أفعال أي مجرم كان حتى لو اختلس ريالاً، فكيف بمن يمارس الإرهاب والقتل والتفجير!!

وأمام العالم أجمع إذا ارتكب فرد جريمة شنعاء من إرهاب أو تفجير، فإنه يُنسب إلى بلده، وليس إلى مدينته أو مجتمعه الصغير. هو مجرم وكفى، وهو للأسف يشوه صورة الدولة التي ينتمي إليها شئنا أم أبينا. وما من دولة في العالم إلاّ وخرج من رحمها إرهابيون وقتلة، حتى النرويج عانت عام 2011م من ذلك الإرهابي المتطرف الذي قتل 68 شخصاً في مجزرة واحدة معظمهم من الأطفال، فشّوه تاريخ النرويج المعاصر المسالم. ومع ذلك فهو نرويجي آنذاك، وسيظل نرويجياً في سجنه المؤبد.

من كمال العدل في ديننا (أن لا تزر وازرة وزر أخرى)، وأي إرهابي سعودي يؤذينا جميعاً ويستفز كل مشاعر الغضب فينا، لكنه يظل سعودياً في نظر الدولة وفي نظر العالم بأسره.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store