Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الشريم: وسائل التواصل الاجتماعي أفرزت غيابًا لهيبة «الكلمة» ولا مبالاة بالآداب والأعراف

No Image

حذر لما يمكن أخذه من بين سطورها.. ويجعلنا صيدًا ثمينًا لمآرب المتربصين

A A
حذَّر إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين، من طبيعة وسائل التواصل الاجتماعي التي أفرزت ممارسات غريبة من اللا مبالاة بالآداب والأعراف وخلط الزين بالشين ورفع الكلفة المحمودة حتى أصبحت أنامل المرء هي صورة فكره أكثر من عقله ولسانه، لأن الذي يواجه هذه الوسائل يواجهها في جميع أحواله وفي خلواته منفردًا ومثل ذلكم حري بأن يعزل صاحبه عن عظم مآلات الكلمة وما يدفع ذلك من مغبات خطرة.

وأوضح أن سهولة الوصول إلى هذه الوسائل وسهولة استعمالها قد أفرزت غيابًا لهيبة «الكلمة» وعدم استشعار عظمتها وخطورتها حتى إنها أصبحت لدى كثير من الناس في مقام حديث النفس لا زمام له ولا خطاب ولقد أزالت هذه القفزة كثيرًا من التحفظات والحواجز التي لا يستطيع أحد أن ينطق بها بين شفتيه في مجلس ما لكن يمكن أن تجرؤ عليها أنامله من خلال لمسه للوحة المفاتيح الرقمية لتصبح تلك اللمسة أسرع من أعمال الفكر وأكثر شغلًا لصاحبها من محادثة من هو بجانبه، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كره لأمته القيل والقال فماذا عسانا أن نرى في وسائل التواصل.

وأكد فضيلته أن بعض الناس ليتوهم أن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل طريقًا معبدًا للثقافة لا ترى فيه عوجًا، في حين أن الأمر خلاف ذلك تمامًا لأننا نكابد في زمننا هذا واقعًا متسارع الخطى تتدفق إلينا معلوماته تدفقًا شديدًا عبر هذه الوسائل، مما يؤكد اليقظة والحذر لما يمكن أخذه من بين سطورها وما يجب رفضه حتى لا نقع في شرك كنا نفر منه ونكون صيدًا ثمينًا لمآرب اللاعبين بالمجتمعات المتربصين بها الدوائر ليضربوا وعيها في مقتل أو على أقل تقدير لينجحوا في تأجيج إرهاب فكري يتنازعه طرف الغلو والجفاء وتكون ثمرة التنازع تبدلًا في الهوية أو مسخًا في أصول الفكر والثقافة.

وطالب إمام وخطيب المسجد الحرام التروي في صحة المعلومة أو عدمها خوفًا من الإشاعة التي ستكون أقوى بمراحل من القدرة على تمحيصها ويصبح الاستعداد لقبولها أكبر من نفيها أو الرد عليها.

فيما شدد إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم، على أهمية كلمة التوحيد في كل لحظة من حياة الإنسان فقد جاءت به الشريعة وحثت على ملازمتها في كل أحواله وشؤونه فيصبح المسلم ويمسي ناطقًا بها في جل أذكاره. وأبان أن العلم كلمة التوحيد والعمل بها شرط بالإجماع لحصول مقتضاها الوارد في النصوص فالمراد منها مع اللفظ حقيقتها ومعناها والعمل بمقتضاها والبعد عما يضادها أو يناقضها فمعناها نفي الإلوهية بحق عما سوى الله وإثباتها لله وحده فلا معبود حق إلا الله ولا يستحق العبادة أحد سواه فمدلولها توحيد الألوهية والعبادة وإفراد الله بذلك، وكلمة التوحيد قائمة على نفي وإثبات، فالنفي وحده إنكار والإثبات وحده لا يمنع الإشراك والتوحيد لا يكون إلا بمجموع الأمرين نفي الإلوهية الحق عما سوى الله وإثباتها لله وحده.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store