أخطر الأعداء أقربهم منا، وما من عدو أقرب من ذلك الموجود في أعماقنا ويجعلنا نقسو على أنفسنا بشكل يولد داخلنا شعوراً مستمراً بالإحباط وفقدان الثقة بالنفس وعدم احترامها. صحيح أن نقد الذات أمر مطلوب وضروري لتطور الإنسان ونجاحه، لكن المبالغة فيه غالباً ما يكون لها تبعات سلبية تؤدي إلى فشل الإنسان في تحقيق أهدافه وطموحاته بدلاً من تقدمه ورقيه.
ومن علامات القسوة مع الذات: عدم الشعور بالقناعة والرضا بأي نجاح تحققه لاعتقادك الدائم بأنه كان بمقدورك تحقيق ما هو أفضل، اللوم الدائم للنفس على كل مشكلة دون إعطاء اعتبار لمسبباتها الخارجية، الإحساس الدائم بالنقص عند تقييم الذات ورؤية سلبياتها دون إيجابياتها، المحاولة المستمرة لإرضاء الآخرين والإحساس بتأنيب الضمير عند عدم القدرة على كسب رضاهم، الضعف والاستسلام أمام انتقادات الآخرين حتى لو كانت مدفوعة بالغيرة أو الحسد أو الرغبة في التقليل من شأنك لأهدافهم الخاصة، تضخيم أخطاء الذات والتقليل من أهمية إنجازاتها، الإحساس المستمر بالضيق وعدم السعادة.
التالي بعض وسائل إيقاف جلد الذات والقسوة عليها:
1-الايمان بأن الفشل هو طريق النجاح وبأنه درس لاكتساب الخبرة والتجربة.
2- ضع لنفسك أهدافاً قابلة للتحقيق وقم برفعها بالتدريج. من المهم أن يكون لديك طموح مرتفع مقرون بقناعة بأن طريق الوصول إليه محفوف بالصعاب والعقبات وليس مضمون النجاح.
3- لا تبحث عن المثالية ولا تتوقعها من الآخرين.
4- أحط نفسك دوماً بالناس الإيجابيين وتجنب السلبيين.
5- لا تهول من انتقادات الآخرين لك، وتذكر أن بعضها قد يكون صحيحاً يستحق التعامل معه وعلاجه، وبعضها الآخر قد يكون مبالغاً فيه بحسن أو بدون حسن نية.
6- ركز على إيجابياتك وما تجيد القيام به من أمور أدت قسوتك مع نفسك لعدم القدرة على رؤيتها.
7- ابحث عن السعادة واسعَ إليها، وكن محباً لذاتك متسامحاً معها، فالسعادة هي الهدف الذي يسعى اليه كل إنسان، وحب الذات ليس عيباً أو أنانية كما يصوره البعض.
8-توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين - الأغنى والأجمل والأشهر والأعلى قدراً ومنصباً - وتأكد أن لكل منهم همومه وعيوبه، واجعل من نجاحهم وتفوقهم حافزاً لك للتقدم والعطاء بدلاً من الإحباط والشقاء.
9- تجنب الاهتمام بصغائر الأمور أو محاولة إصلاح الكون وعيوبه وابدأ بإصلاح نفسك وما يمكنك التحكم به وإصلاحه.
حكمة أفريقية : عندما لا يوجد عدو بداخلك فإنه لا يمكن لأي عدو خارجي إيذاؤك.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
