Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد أحمد مشاط

نحو العولمة أم الانعزالية الحمائية؟!

الكلمات فواصل

A A
لأول مرة يحضر الرئيس الصيني زي جنبنج المنتدى الاقتصادي العالمي الشهير في دافوس السويسرية. ومن يستمع إلى خطابه الذي ألقاه في المنتدى، يحسّ بمدى تأثير الثقافة الشرقية في فقراته. ولكن المرء لا يغفل عن مدى التوجُّه الرأسمالي في الخطاب لهذه الدولة الشيوعية التي ارتقت في السنوات الأخيرة لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية.

وكأن المواقف الاقتصادية قد تبدَّلت مواقعها. فنرى كيف كان يدافع الرئيس الصيني في خطابه عن العولمة والتجارة الحرة ويُعدِّد مميزاتِها، في حين أن توجّهات الرئيس الأمريكي الجديد تميل نحو المحلية الانعزالية واعتماد الوسائل الحمائية لمنتجات وتجارة بلاده، ما جعله يعلن تشجيعه لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

يقول الرئيس الصيني: عندما اكتشفت الدول العولمة، كان ذلك كأنما عثر العالم على مغارة كنوز علي بابا. ثم عدَّد المميزات التي حققتها العولمة للعالم، وحث قادة الدول على التمسك بِها. ثم أضاف: إنه يأمل أن تفتح الدول أبوابَها، لأن الذي ينتهج الأسلوب «الحمائي» يكون كمن قفل على نفسه في غرفة مظلمة. صحيح أنه اتقى البرد والمطر، ولكنه أيضاً حرم نفسه النور والهواء. ولا يخفى أن تلك إشارات مُوجَّهة إلى الرئيس دونالد ترامب.

وقد تجاوب الحاضرون مع خطاب الرئيس الصيني بعاصفة من التصفيق عندما قال: لن يخرج أحد منتصراً من الحرب التجارية. وأوضح أن المشكلة الأساسية التي يُواجهها الاقتصاد العالمي حالياً هي افتقاده للقوة الدافعة. كما أوضح للحاضرين أن الصين سوف تستورد منتجات من الولايات المتحدة وغيرها بترليونات الدولارات، في نفس الوقت الذي أعلن فيه أن الاقتصاد الصيني يُشكِّل للعالم أهمية كبرى وتأثيراً عظيماً نظراً لتعدُّد منتجاته وتجارته وعدد سكانه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store