Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وقولوا للناس حسنا...!

No Image

A A
يقفُ المرءُ حائرًا أمام بعض السلوكيات التي لا يجد لها مسوغًا، ويَمْثُلُ أمامها مشدوها، وأكبر رد عليها هو: الصمت الحزين الذي يجعلك تنطوي على نفسك، من الأمثلة: عندما تَعرِضُ وردة جميلة يفوح شذاها في الأرجاء تتوق نفسك أن كل أحد سوف يبوح بكلمة حلوة عن جمال الوردة وألوانها الزاهية؛ وما إن تنتهي من خيالاتك الواسعة من أجل استقبال الكلمات العذبة؛ حتى تفاجأ بكلمات تخمش فؤادك، ومخالب عين متصحرة تقول لك: فيها شوك مؤلم، ورأيت أحسن منها! وكأنه عمي عن جمال الوردة وشذاها! ومرة أخرى تعرض عليه صورة لبناء جميل، كأنه من قصور الأندلس الباهرة، فتنطلق إلى سمعك المرهف كلمات موجعة من مثل: ولكن انظر إلى تلك الشجرة اليابسة بجواره، وأظن أن هذا البناء آيل للسقوط! وتكرر المحاولة وتتحدث عن جمال الحياة وبهجتها، وما أسبغه الله على بني آدم من النعم، والتي يَحْسنُ التحدث عنها، وفي الحال تلطمك عبارات القنوط واليأس والنكد وتعكير المزاج! والأدهى والأمر عندما تذكر نجاحات الآخرين وما مَنَّ الله به عليهم من النعم الظاهرة والباطنة، حتى تحيط بك العبارات الحاقدة من مثل: يمكن جمع أمواله من الربا، والتجارة الحرام» دون برهان أو دليل»! ويَصِمُون أصحابها بصفات وألقاب تحط من قدرهم.. مثل هؤلاء الأشخاص، وتلك النفوس المالحة المريضة، قد لا تنفع فيها آلاف المواعظ، فتتمنى حينها أن تهبط بجوارك مركبة فضائية، وتنطلق بك إلى الأفلاك والمجرات البعيدة، حيث لا تسمع أصواتهم النشاز، فمثل هؤلاء أحاسيسهم كالحجارة الصلدة، ونفوسهم كالشوك اليابس، وألسنتهم مثل سكين حادة.
إنني أقول لمثل هؤلاء: هزوا نفوسكم واسقوها بماء المحبة والوداد، ورشوا على ألسنتكم ماء الورد، وشهد الألفاظ، فما يضيركم أن تُسعدوا الناس بكلمة ودودة، وابتسامة بريئة، وأن تغضوا الطرف عن المثالب، وتُشِيدُوا بكل جميل، وإن لم تفعلوا لا هذه ولا تلك، فكفوا ألسنتكم عن خلق الله.. فقد قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «الكلمة الطيبة صدقة».. فقولوا للناس حسنًا أو اصمتوا.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store