ما هو التعليم؟ هل تنتهي غايته بخروج طلاب العلم من الفصل الدراسي؟ هل كل من في المؤسسات التعليمية هم طلاب علم أم طلاب شهادة؟ أصبح التعليم في الآونة الأخيرة ليس أكثر من رُتب يومي يلزم بعض أفراد المجتمع على الالتحاق به. تقاس فيه جدارة الطالب لا على معرفته وانما على رقمه. يصبح الهدف من الذهاب الى هذه المؤسسة، هو تجميع أكبر قدر ممكن من الأرقام لكي ينال الجامع استحسان الغير او الانتقال الى المرحلة الجديدة، والتي بدورها تحتوي على أرقام جديدة. ويستمر الجامع على هذا النحو من جمع ونسخ ولصق المعلومات. حتى يصل الى التعليم الاختياري. هنا يحاول الجامع أن يفهم ما الذي عليه فعله لكي يجتاز هذه المرحلة وما هي البوابة المناسبة التي تتميز بسهولة الحصول على الارقام . يجمع الأرقام لمدة سنوات عدة. وبعد حصوله على أكبر عدد ممكن منها، يترجم المحصول العددي الى وثيقة تثبت اجتيازه التعليم الاختياري وانتقاله الى سوق العمل مع المئات من الجامعين والجامعات ، الذين هم بدورهم سوف يصنعون جامعين وجامعات جدداً. لماذا تجرد التعليم من مفهومه الأساسي، وأصبح وسيلة لا غاية. اصبح الطالب حافظاً وليس عالماً. ليس من الخطأ طلب العلم للحصول على عمل مريح يحقق لصاحبه حياة سعيدة، ولكن عندما يكون بدون علم يصبح العمل كالسفينة بدون قبطان.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
