Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مفتي ميانمار: حكومتنا تعتبر المسلمين إرهابيين وتحد من إنجاب نسائهم

No Image

عبدالسلام مينتين يؤكد مسؤولية داعش عن الإسلاموفوبيا

A A
عندما أردنا الاطلاع على حقيقة الأوضاع في ميانمار، وكشف أسرار ما يجري من اضطهاد للمسلمين هناك، والإلمام بالجهود المبذولة لتخفيف من حدة هذه الأزمة، والقضاء عليها تدريجيًا، لم نجد أفضل من الدكتور عبدالسلام مينتين، مفتي مسلمي ميانمار.

« الرسالة» التقت «مينتين»، في حوار شامل، كشف خلاله ما يعانيه المسلمون في بلاده، مشيرا إلى أن ما تتداوله وسائل الإعلام الغربية، يمثل جزءا ضئيلا من الواقع المرير، الذي يعيشونه هناك.

وأوضح أن حكومة بلاده، تنظر إلى المسلمين باعتبارهم إرهابيين، وتسن القوانين، التي تحد من إنجاب المسلمات، مشددا على أن أعمال العنف، والقتل، والاضطهاد، ضد المسلمين الأبرياء، تتزايد يوما بعد يوم.

وتطرق مفتي ميانمار إلى الحلول المتاحة لمشكلة مسلمي بلاده، واضعا عاملين اثنين كأساس لذلك، أولهما هو إظهار الصورة الحقيقية للإسلام، وبيان وسطيّته، واعتداله، بينما يتمثل العامل الثاني في دعم العلاقات التجارية بين الدولة، والبلاد الإسلامية؛ حتى يكون هناك ما تخشى عليه حكومة ميانمار، ويمكن مساومتها عليه، مقابل أن توقف اضطهادها.

وكانت هذه تفاصيل الحوار.

* في البداية كيف يمكن أن تصف تفاصيل معاناة مسلمي ميانمار؟

- مسلمو ميانمار يعانون من أوضاع سيئة، وعلى رأسها أعمال العنف، والاضطهاد، وتعتبرهم الحكومة، مواطنين بلا حقوق، تتم مصادرة أراضيهم، ومصادر أقواتهم، كما تفرض عليهم ضرائب باهظة، وتمنع بيع محاصيلهم، وتجبرهم على تسليمها للجيش بأسعار زهيدة، كما تروج الحكومة لاحتلال المسلمين لإقليم أراكان، في حين أننا السكان الأصليين لميانمار منذ مئات السنين، كما أصدورا في العام قبل الماضي، قانونا ينص على الحد من الإنجاب، ووجوب مرور 3 سنوات على الأقل، بين كل عملية ولادة، والأخرى، قاصدين المسلمين، كما يتم إجبار الفتيات المسلمات على الزواج من البوذيين، وإرغامهن على الحضور إلى قيادة القوات المسلحة، والعمل لمدة 6 أشهر تحت إشراف أفراد قوات حرس الحدود.

تحجيم حق المسلمات

* وما السر وراء قوانين تحجيم حق المسلمات في الإنجاب؟

- الحكومة تخشى تزايد عدد المسلمين؛ لأنها تعتبرهم إرهابيين، وتستشهد بأعمال العنف التي يتبعها تنظيم داعش، وجماعة بوكو حرام، وحركة طالبان، كما تعتقد أن ذبح المسلمين الخراف، والبقر، والجاموس، في عيد الأضحى عمل وحشي، يدل على أننا إرهابيون ودمويون، ولا ينظر أحد إلى أن الغالبية العظمى من المسلمين، متسامحون، ويمثلون الدين الإسلامي الصحيح، كما تسببوا في فرار أكثر من 100 ألف مسلم؛ جراء الاضطهاد والفقر، ولم يتبق سوى نحو 1.3 مليون من الروهينجا يعيشون فى بيوت بدائية، بإقليم أراكان، لا سيما أن الدولة ترفض تماما استلام أي مواد إغاثة، أو مساعدات، لضمان عدم وصولها للمسلمين.

داعش والإسلاموفوبيا

*على ذكر داعش كيف ترى مسؤولية هذا التنظيم عن انتشار الإسلاموفوبيا عالميا؟

- لا شك أن تنظيم داعش الإرهابي، هو المسؤول الأول بأفعاله، عن انتشار هذه الظاهرة الخطيرة، عالميا، وبخاصة في المجتمعات الغربية، التي لها تأثير مباشر على مختلف مجتمعات العالم، ويمكن القول إن تحركات التنظيم وهجماته الإرهابية، ضد الأبرياء في العالم، والتي امتدت إلى أوربا، تجعل انتشار الإسلاموفوبيا، أمرا متوقعا، وهو ما يعد مدخلا لاضطهاد الأقليات الإسلامية في مختلف دول العالم.

دور الإعلام

* نعود إلى الشأن الداخلي كيف تقيم دور الإعلام في دعم قضية مسلمي ميانمار؟

- الإعلام لم يدعم قضيتنا، وإنما أراه السبب في غياب الحل حتى الآن؛ لتعمده عدم نشر الحقائق، من جرائم، وعنصرية ضد المسلمين في ميانمار، والإعلام هناك تابع للحكومة، والأغلبية غير المسلمة، ويتبنى ما ترتكبه الدولة ضد المسلمين، ويأتي ذلك في الوقت الذي يتجاهلنا فيه إعلام العالم الإسلامي بأكمله.

دعم اسلامي

* ما أهم ما تطلبه من المؤسسات الدينية في مختلف الدول الإسلامية؟

- في الحقيقة نحن نعول على الدول الإسلامية كافة؛ لمساعدتنا، إلا أننا نرى أن المملكة، ومصر هما اللذان يحملان المسؤولية الأكبر في هذا الصدد؛ لما يملكانه من مؤسسات قوية، وراسخة، وذات كلمة مسموعة، وأطالبهما بتقديم المزيد من المنح لطلابنا، في الطب، والهندسة، والصيدلة، كما أننا في حاجة أيضا، إلى تغيير الصورة الذهنية، التي ألصقتها الحكومات السابقة، بالمسلمين.

حماية عسكرية

* برأيك ما سبل حل أزمة مسلمي ميانمار؟

- سبل حل الأزمة تكمن فى تأمين حماية عسكرية للأقلية المسلمة فى «أراكان»، وإدراك ميانمار وحكومتها أن مسلميها مواطنون عاديون ولهم الحق فى الحياة وليسوا إرهابيين، فضلًا عن وجود ضغط دولي بشكل فعال وواضح، من أجل حل تلك الأزمة، التي تعد أحد مداخل عدم الاستقرار في هذه البقعة من العالم.

سبل حل الأزمة:
  • تأمين حماية عسكرية للأقلية المسلمة في «أراكان».
  • إدراك ميانمار وحكومتها أن مسلميها مواطنون عاديون ولهم الحق في الحياة.
  • وجود ضغط دولي بشكل فعال وواضح، من أجل حل الأزمة.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store