Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

44 عاما وجمعيات الثقافة في المستأجر

No Image

A A
ظل هاجس عدم وجود مقر خاص يؤرق جمعية الثقافة والفنون منذ تأسيسها (44) عامًا، وتحديدًا في العام 1973م، وانتقل الهاجس نفسه إلى فروعها التي أنشأت في أوقات متفرقة، ومرد ذلك - بحسب مديري هذه الفروع - إلى ضعف الميزانية، والتي بالكاد تفي بمنصرفات الفعاليات والأنشة التي ينظمونها.. مشيرين كذلك إلى أن عدم وجود المقار يضطرهم إلى استئجار مبانٍ ليست مهيئة لأغلب النشاطات التي يقيمونها، مطالبين بضرورة الإسراع في إنشاء هذه المقار، خاصة وأن بعض الفروع لديها أراضٍ تنتظر الدعم المالي للإنشاء، وأخرى في سعيها نحو امتلاك الأرض أولًا ثم التفكير في التشييد.. وحتى إنجاز هذا الحلم، قدم مديرو الفروع في سياق هذا التحقيق جملة من المقترحات للخروج من الأزمة، لعل من أبرزها، الإسراع بتنفيذ مشروع المراكز الثقافية، أو استغلال المباني الحكومية غير المستغلة لتصبح مقار مؤقتة للخروج من معضلة الإيجار ومنصرفاته.. جملة هذه المقترحات بما صحبها من مناقشة للقضية من جوانبها المختلفة في سياق هذا التحقيق حول أسباب عدم وجود مقار لفروع جمعية الثقافة والفنون..

الخديدي: إنشاؤها سينهي المعاناة مع المباني المستأجرة

في مستهل الحديث يرى مدير جمعية الثقافة والفنون بالطائف، فيصل الخديدي أن المقرات المجهزة ببنية تحتية تمثل ضرورة أساسية للمؤسسة الثقافية، كونها تختصر كثيرًا من الجهد والعناء، كما أنها ستسهم في تذليل عقبة تعامل الإدارات المتعاقبة على مجلس إدارة الجمعية مع المباني المستأجرة، التي تلجأ إليها كحل مؤقت دائمًا، نظرًا لضعف الميزانيات وعدم زيادتها، مع انتشار التوسع في الفروع وغياب التخطيط المبكر لتأسيس مقرات مناسبة وفق المتاح من ميزانيات ومعونات. ويرسم الخديدي أفق الحل بقوله: الحلول المتاحة تتمثل في رصد ميزانيات خاصة لإنشاء مقرات للجمعية، وإذا تعذر ذلك يمكن الاستفادة من المباني الحكومية غير المستخدمة وهي كثيرة في كل مدن المملكة، ويعاد تأهيلها لتكون جاهزة كمقرات لفروع الجمعية، أو من خلال التسويق والاستثمار عبر الشركات ورجال الأعمال في إنشاء المقرات للجمعيات على أراضي الفروع واستثمار جزء منها لصالح الشركة أو رجل الأعمال المشارك في إنشائها.

البازعي: نتطلع لمعالجة الوضع مستقبلاً عبر ثلاثة توجهات

ويقفز رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون سلطان البازعي من حاجز الأسباب إلى الحل مباشرة، بقوله: بدون الحديث عن الأسباب التي أدت لبقاء هذه الحالة عبر تاريخها؛ فإننا نتطلع لمعالجتها مستقبلًا عبر عدة توجهات:

- أولًا السعي لبناء المقرات الرئيسة للجمعية بفكر استثماري يضمن للجمعية موارد مستدامة.

- ثانيًا: الاستفادة من المباني الحكومية حيثما تكون متاحة للعمل من خلالها مثل المباني التابعة لوزارة الثقافة والإعلام حسب التوجيه الذي أصدره معالي وزير الثقافة والإعلام وفي حالات أخرى الاستفادة من مواقع إقامة الأنشطة التي تتوفر في كل مدينة.

ثالثًا: وهو الأهم في خطتنا القادمة؛ هو التوسع في نشاط الجمعية في المحافظات التي لا يوجد للجمعية فروع بها عبر تعيين الممثلين وبرمجة أنشطتهم. ماضيًا إلى القول: إن رؤية المملكة 2030 التي نستلهم مبادئها تركز على الاستخدام الرشيد للموارد، ونحن نعرف أن بلادنا تزخر بالمواقع الصالحة لإقامة الأنشطة الثقافية، وتتبع لجهات متعددة أنشئت بدون خطة واضحة لتشغيلها ودورنا هنا هو التعاون مع هذه الجهات وتقديم المحتوى البرامجي والتدريبي الذي سيبعث الحياة في هذه المواقع بدون أن نحتاج لرصد استثمارات جديدة للبناء.

طريف: مستبشرون خيرا باهتمام وزير الثقافة والإعلام

أما مدير جمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة، طريف هاشم فبدا في حديثه متفائلًا بما سيأتي، وتجلى ذلك في قوله: نحن مستبشرون خيرًا بإذن الله؛ فالموضوع يحظى باهتمام معالي وزير الثقافة والإعلام بالتنسيق مع مجلس إدارة الجمعية، ونأمل أن نواصل أداء دورنا كما هو مطلوب ريثما تنفرج الأمور بإذن الله، وبما يتواكب مع تطلعاتنا لتحقيق رؤية المملكة 2030 بإذن الله بدعم ولاة الأمر وأميرنا المحبوب فيصل بن سلمان حفظه الله ورعاه.

البيضاني: الحل الجذري يكمن في إنشاء مراكز ثقافية

ويتفق مدير جمعية الثقافة والفنون بالباحة، الشاعر علي البيضاني مع الخديدي في أن ضعف المخصصات المالية هو السبب الرئيس في عدم إنشاء المقرات، على الرغم من امتلاك كثير من الفروع لأراضٍ مخصصة في الأساس لمقارها الجديدة، إلا أنها لا تستطيع البناء. لافتًا من ثم إلى تقديم الحلول بقوله: على غرار ما حصل في الأحساء يمكن الاستفادة من مباني المكتبات العامة التي يمر الشهر والشهران وهي مقفلة وحتى لو فتحت أبوابها لا يزورها في الشهر أي زائر، أو الاستفادة من المراكز الحضارية التي لا تُفتح إلا في المناسبات، وكل ذلك سيكون حلولًا مؤقتة، فالحل الجذري يكمن في إنشاء مراكز ثقافية بكل منطقة تحتوي مسرحًا متخصصًا، وصالات عرض، وقاعات تدريب.

الكديسي: تأخر المقار سببه التوسع في افتتاح فروع جديدة

حديث المدير المكلف السابق لـ»فنون جدة» الشاعر خالد الكديسي لم يخرج عن سابقيه في الإشارة لأهمية جمعية الثقافة والفنون، والمعاناة التي تمر بها كل الفروع اليوم بعدم حصولها على مقار خاصة، بما يجعل من الضروري توفير مقار مناسبة ومجهزة بشكل علمي مدروس لأداء رسالتها، مرجعًا سبب عدم وجود مقرات ثابتة للتخطيط غير الجيد سابقًا والتوسع في افتتاح فروع جديدة دون النظر لحال المقرات السابقة وعدم التنسيق مع بعض الوزارات للاستفادة من المقرات التي لديها. مقترحًا التنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام وبعض الجهات التي لها علاقه لإيجاد مقرات ثابتة، مع إحداث شراكات سواء مع جهات حكومية أو خاصة لبناء مقرات مثالية.

العنزي: ما يحدث لا يتسق ولا يتناغم مع رؤية 2030

ويقرر مدير جمعية الثقافة بتبوك، ماجد العنزي أن البنية الأساسية لفروع جمعيات الثقافة والفنون مازالت شبه معدومة بوجود مقرات سكنية غير قابلة لممارسة الفعل الثقافي والفني وهي واحدة من أبرز التحديات التي تؤرق العاملين في جمعية الثقافة والفنون منذ 44 عامًا.

ماضيًا إلى القول: ظلت هذه المشكلة تنتقل من جهة إلى جهة أخرى بشكل لا يليق أبدًا بالوعي النهضوي الذي ننشده وينشده كل مثقف وفنان ولا يتسق او يتناغم مع رؤية المملكة 2030 في حين كانت وما زالت وزارة الثقافة تقف مكتوفة الأيدي أمام أزمة إنشاء مقرات ملائمة، وإيجاد التمويل اللازم لبناء مقرات، ودور للعروض المسرحية وصالات للفنون.

خالصًا إلى القول: أعتقد أنه آن الأوان لاتخاذ خطوات عاجلة وجادة لنقل ملف المباني المستأجرة إلى وزير الثقافة والإعلام لانتشال فروع جمعيات الثقافة والفنون من هذه المباني البائسة والنظر في دعم المخصصات المالية لقطاع الفنون والثقافة بشكل أكبر.

باحطاب: هناك اشتراطات أساسية يجب توفرها في المقار

ويرجع مدير الأندية الطلابية في جامعة الملك سعود بجدة، عبدالله باحطاب بالذاكرة إلى مبدأ المعاناة بقوله: منذ أن تأسست الجمعية منذ ما يقارب (44) عامًا، وهي تعاني من عدم توفر مبانٍ تملكها وتستعين بتأجير فلل أو قاعات أفراح تقدم من خلالها برامجه بشكل غير مناسب لعدم تهيئة المكان بما يتناسب مع تلك البرامج، ونقل الجمعيات إلى المكتبات العامة أو إلى مبانٍ غير مجهزة ومناسبة لأنشطة الجمعيات كحل مؤقت لا يحل المشكلة.

ويتفق باحطاب مع سابقيه في أن الحل المناسب يكون ببناء مراكز ثقافية أو قصور ثقافية، مشترطًا صورة محددة لذلك بقوله: وحتى تكون هذه المراكز مهيئة ومناسبة لا بد من مراعاة عدة أمور عند البناء والتأسيس ومنها توفر صالة للعروض الفنية تخدم العروض المسرحية والحفلات الغنائية والندوات والمحاضرات والعروض السينمائية وتجهز بأحدث التقنيات والصوتيات، ويجب أن يراعي أيضًا وجود مساحات خضراء في البناء للالتقاء والتجمع، وفتح المراكز أيضًا للمجتمع بشكل عام، مع وجود صالات عرض فنية للمعارض المتنوعة، بالإضافة إلى قاعات صغيرة للرسم والقراءة.

وفيما يخص البناء والتجهيز قد يكون من المناسب التنسيق مع القطاع الخاص لتشييد المباني أو رجال الأعمال أو البنوك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store