Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاطمة أحمد

هو.. ظاهر الصورة وواقعها

A A
هو الأول..

يجلس مع رفاقه.. ويُحادثهم عن أُمَّهات الكُتب التي غطَّت أرففها حوائط الغرفة..

ولم تكن حواراته التي خرقت الآذان سوى ثرثرة من شَرَّق وغَرِّب بمن معه..

فيُجادل هذا ويُحاور ذاك..

بيد أن ثقافته في حقيقتها كانت تقف عند حد الأرفف لنفض الغبار عنها!!

هو الثاني..

لم يخرج من حدود دولته..

ولا يعرف عن الدول الأخرى سوى صورها، أو ما كان يقرؤه عنها..

وعند اجتماعه برفاقه كان يستعرض لهم صوره خلال رحلاته..

والتي نظَّمها بعناية فائقة في ألبومه الفاخر..

مُدوِّنًا تحت كل صورة منها زمنها ومكانها!!.

هو الثالث..

كان جواله لا يتوقف عن الاتِّصال..

وغالب محادثاته كانت تنحصر ما بين شراء عقار أو بيع عقار!!، دون أن يرى سامعوه شيئًا ممَّا يقوله!!..

فينظر لمن حوله مُقلِّبًا ملفّاته المحشوة بالصكوك والمستندات..

ويهز رأسه شاكيًا لهم ضيق الوقت الذي لا يُمهله إدارة ممتلكاته.

فجأة يدخل عليه عامل البقالة..

مطالبًا إيَّاه تسديد الخمسين ريالاً التي استدانها منه ليُعبِّئ بها بنزين سيارته!!.

هو الرابع..

ملامح السمت والوقار كانا علامته الفارقة في كل شيء..

في ظاهره ترى سمات الشخصيَّة الفاضلة..

والصورة التي لا يشوبها خلل..

فهو الناصح المرشد الذي يلجأ إليه القاصي والداني لحل الكثير من قضاياهم.

ولكن الصورة في واقعها كانت مقلوبةً رأسًا على عقب..

والإطار الذي يحوطها كان مشروخًا من جميع جوانبه.

الزوجة.. والأبناء..

كان كل منهم يدفع من كرامته فاتورة شيزوفرينيا الصورة وواقعها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store