Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن سعد العرابي

العلاقات العربية الأمريكية فى ظل إدارة ترامب

A A
شهدت المنطقة حراكاً عربياً يشى بعديد التوقعات المستقبلية.

قمة عمّان فى حضور عدد كبير من القادة والزعماء العرب لها لم يحدث منذ فترة طويلة.

لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بالرئيس عبدالفتاح السيسي أظهر عمق العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين البلدين العربيين الكبيرين .

زيارة الرئيس السيسي الحالية للولايات المتحدة الأمريكية تأتي بعد فتور فى العلاقات المصرية الأمريكية نتيجةً لسياسة إدارة باراك أوباما ودعمه للإخوان المسلمين. اللقاء الثلاثي الذي جمع بين الرئيس المصري والملك الأردني والرئيس الفلسطيني على هامش قمة عمّان والذي - كما وصفته بعض وسائل الإعلام - جاء لتنسيق المواقف العربية فى محادثات الزعماء الثلاثة مع الإدارة الأمريكية الجديدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية و محادثات السلام.

حراكٌ كهذا إنما هو محاولة عربية جادة من دول عربية مؤثرة لإعادة الأمور إلى نصابها وطريقها الصحيح بعد أن كانت إدارة أوباما سبباً مباشراً فى ترك الحبل على الغارب لقوى خارجية تسعى الى الهيمنة على المنطقة والسيطرة على القرار العربي فيها وهو ما اتضح بكل جلاء فى الوجود الروسي والنفوذ الإيراني المتزايد وتسارع وتيرة العمليات الإرهابية والجماعات المتطرفة فى كثير من أرجاء المنطقة العربية.

قادة وزعماء السعودية ومصر والأردن يسعون وهم يَرَوْن تغيراً كبيراً فى سياسة الإدارة الأمريكية مع تولي ترامب إلى إعادة البوصلة إلى مسارها الطبيعي في نظرة الإدارة الأمريكية الى المنطقة ،والعودة الى محور علاقات راسخة ومؤثرة مع الدول العربية الكبرى والتي كانت إلى ما قبل أوباما تعتبر ركيزة أساسية فى نظر صانعي القرار الأمريكي من خلال تعاون جاد وقوي مع حلفاء واشنطن التقليديين بعد أن سمحت سياسة أوباما الابتعاد عنها ونتج عن ذلك وجود روسي قوي ونفوذ إيراني متزايد. وهو أيضاً ما يتوافق مع رؤية المؤسسة العسكرية الأمريكية وهي مؤسسة عريقة وتشكل حجر أساس فى السياسة الخارجية الأمريكية ،فتولي الجنرال جيمس ماتيس وزارة الدفاع الأمريكية وهو عسكري متمرس يراه عدد من المحللين السياسيين عودة لنفوذ المؤسسة فى تلك السياسة بعد أن حجبها كثيراً الرئيس السابق أوباما. وقد وضح ذلك فى نشاط القوات الأمريكية الفعلي فى كل من سوريا واليمن ورفع وتيرة عملياتها العسكرية.

حراك ولاشك ستكون له تبعاته الإيجابية الكبيرة على المنطقة العربية وعلى أمريكا .فالعرب ستعود كلمتهم أكثر تأثيراً من قبل فيما يتعلق بحل قضايا وإشكالات أماكن الصراع فى سوريا واليمن والعراق وليبيا، والوجود الأمريكي سيعود أيضاً أكثر فاعلية وسيؤدي كل ذلك الى تحجيم الوجود الروسي وتقزيم النفوذ الإيراني وبداية انحسار كلي للاثنين وعودة العلاقات العربية الأمريكية إلى مسارها التقليدي السابق.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store