Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاطمة أحمد

البارود والمدفع في الكواليس الرياضية والإعلام

A A
أقامت الهيئةُ العامَّةُ للرياضةِ الأسبوعَ الماضي، برنامجَ (كيف نكون قدوة)، في مدينة جدَّة، وكانت الرؤية تهدف إلى (خلقِ مجتمعٍ يؤمن بأهميَّة التشجيع الرياضي الأخلاقي، ليكون قدوة للأجيال القادمة، وتلخَّصت الرسالة في أربع كلمات: كن - أنت - المشجع - القدوة).

أطلعني ابني -بحكم عمله معهم- على محاور البرنامج وأهدافه، ومدى تحمُّس القائمين عليه على تحقيقها.

فقلتُ له: قل لي -بالله عليك- يا بُني:

كيف تتحقَّق كلُّ تلك الأهداف، ونحن أمام واقع فرضته علينا معظمُ الإدارات الرياضيَّة للأندية، وأغلبُ الإعلام الرياضيّ على حدٍّ سواء؟!.

بعد أيِّ مباراةٍ، أو موسم رياضيٍّ، كان بعض ذلك الإعلام يُصدِّر لنا -عبر برامجه- الحواراتِ المحشودةِ بالتَّعصُّبِ الذي لم تخرج صوره عن:

تَشْمِيع الآذان!

جميع ضيوف البرنامج يتحدَّثون في وقتٍ واحدٍ!.

إطلاق العنان للملاسنة والتشويح بالأيدي!.

التهكُّم تصريحًا وتلميحًا.. وانتقاص كلِّ ضيف من نادي الضيف الآخر!.

حتَّى تحوَّلت تلك البرامج إلى فضاءٍ واسعٍ لتصفية الحسابات، والكيل بمكيالين، ولم تحصد في نهايتها سوى المزيد من التَّنافر والتَّعصُّب والخلاف، ومصادرة حقِّ الرأي، والرأي الآخر!!.

بدا واضحًا ما للدور الإعلامي من تأثيرٍ بالغٍ في توجيه مسلكهم الرياضيِّ، واقتياده من الولاء المعتدل، إلى التعصب المقيت، حين كان يقذف ذاك الاحتقان المشحون في وجه الجماهير مرارًا وتكرارًا؛ حتَّى غدا ثقافةً وثابتًا من ثوابت ولائهم لأنديتهم!.

وأمام تلك الطَّامَّة..

هل نستسلم، وننقاد لها، أم يكون لنا ولكم دور في ذلك؟.

مَن أسقط مِن حساباتهم أنَّهم في وطن واحد؟.

مَن المسؤولُ عن تغيير بوصلة الجماهير الرياضيَّة من الانتماء، إلى التَّعصُّب المناطقيِّ العنصريِّ؟!.

وبشفافية أكثر.. هل نخلص إلى حقيقة:

أنَّ كلَّ مَا يُدار خلفَ الكواليس الرياضيَّة ما هو إلاَّ.. بارود، كان الإعلام مدفعه؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store