Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن سعد العرابي

الانتخابات الإيرانية

A A
بدأت إيران استعداداتها للانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في شهر مايو القادم بما يشبه الفرقعات الإعلامية وحلبات السيرك لإيهام العالم بديموقراطية شكلية.

وأسلوب كهذا أصبح سياسة إيرانية حصرية تسعى فيها كل مؤسسات الدولة الإيرانية، رئاسة، مرشد، صيانة دستور، حرس ثوري، إعلام ،إلى تسخين الأجواء وبث الشائعات والأقاويل وذر الرماد بانتخابات مفتوحة وشفافة بينما هي -كما أثبتت الأيام- مجرد زيف ومسرحية كبرى.

في انتخابات 2009م وعندما بدا أن الإصلاحيين بقيادة مهدي كروبي وميرحسين موسوي سوف يكتسحون الانتخابات ويقررون شكل الحكومة الجديدة ،انتفض المرشد الأعلى علي خامئني وأمرَ ليس باستبعاد الإصلاحيين بل وسجنهم فيما سماه «إقامة جبرية» لازالت قائمة حتى ساعة كتابة هذا المقال. وعندما تزامن مع ذلك ثورة شعبية خضراء عُرفت باسم «المعاصم الخضراء» ،حوَّلت قوات الأمن وسرايا الحرس الثوري ميادين وشوارع وأحياء المدن الإيرانية إلى ساحات حرب لتفريق المتظاهرين المحتجِّين على سير الانتخابات.

في مسرحية اليوم وصل عدد المسجلين للترشح حسب ما نشرته وسائل الإعلام الى (1636) مرشحاً ،وهو رقم يُقال إنه قياسيٌّ لم تسجله الانتخابات الإيرانية من قبل، دخل على خط «التسخين» أسماء كبيرة من مثل الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد الذي ظهر بشكل «بوليوودي» وكأنه يتحدى إرادة المرشد الأعلى الذي حظر عليه الترشح فيما سماه «نصيحة»! ،كما أن ظهور نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري في مؤتمر صحفي يعلن ترشحه للرئاسة وهو من حزب الرئيس الحالي حسن روحاني فرقعةٌ إعلامية أخرى خاصة وأن إسحاق جهانغيري يؤكد أن ترشحه ليس لمنافسة الرئيس بل لدعمه!؟ ويسمونه «مرشح الظل»!؟.

من فصول المسرحية إعلان عمدة طهران محمد باقر قاليباف ترشحه للرئاسة ،وكذلك ترشح محمد هاشمي رفسنجاني وهو شقيق الرئيس السابق ورئيس مجلس صيانة الدستور هاشمي رفسنجاني وذلك لإظهار أن الانتخابات ستكون شفافة وديموقراطية بحتة يتنافس فيها ممثلو أحزاب ومستقلون.

لعل من أهم نقاط دحض شفافية وزعم ديموقراطية الانتخابات الإيرانية قانون تنظيم الانتخابات نفسه الذي ينص على عدم أحقية أي من المرشحين إلا بعد إجازته من مجلس صيانة الدستور، وهو ما سوف يتم اليوم الاربعاء (20 إبريل) ،وهذا ما يعني أن المجلس وبإشراف وموافقة مباشرة من المرشد الأعلى هو من يقرر من يستحق ومن يصلح أو لا يصلح للترشح للرئاسة، وفي هكذا نص مخالفة صريحة وواضحة لروح الديموقراطية التي تجعل للجميع فرصاً متساوية للترشح.

ويبدو لي -والله أعلم- أن الانتخابات الحالية ستكون فرقعاتها الإعلامية كبيرة وسيسعى النظام الإيراني إلى تسخينها الشكلي أكثر من ذي قبل خاصة في ظل وجود تهديدات للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة وتغير السياسة الأمريكية تجاه إيران في عهد الرئيس ترامب وتحوُّل ميزان القوى في سوريا بعودة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الواجهة وإعلانها التأييد الكامل لدول الخليج العربي في مواجهة التهديدات الإيرانية. وربما سنرى مسرحية لم يسبق فعلها بقيادة المرشد علي خامئني والرئيس حسن روحاني تنتهي بتنصيب روحاني لفترة ثانية بحجة استكمال تنفيذ الاتفاق النووي ومكتسباته!؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store